الشهداءُ نجوم في أحضانِ السّماء
كتبت/ إقبال جمال صوفان
نتجهُ ليلاً إلى غُرفنا وصور الشهداء مُعلّقة في الجُدران وما إن نتعمّق في نومنا يقومون بتفقد أبناءهم والسّلام على زوجاتهم والمرور على والديهم ومن ثمّ يعودون إلى أماكنهم!! هكذا نشعر بهم كل يوم!! فيا لهُ من شعور يمنح القلب هدوء مريح ويعطي الرّوح ضوء منير رحلوا عنّا أجساداً ولكنّهم باقون فينا أرواحاً إنهم أحياء عند ربهم يُرزقون.
تركوا كل جميل وودعوا كل حبيب فارقوا الأصدقاء ورافقوا الأولياء وضعوا كل ثقتهم بخالقهم وانطلقوا وكلهم يقين بأن (الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ)[سورة محمد 4] وها هي ثمرة تضحياتهم تتجلّى يوماً بعد يوم وها نحن اليوم في العام الخامس من العُدوان على اليمن ولكن الوطن لا زال قويٌ صلب غُلّف بهم كي لا يُكسر!!
تفننوا بقتالهم وسطّروا أروع الملاحم البطولية فما من شهيدٍ رحل إلا وقد ترك خلفهُ بصّمة قيّمة يفخر بها أهلهُ ومُحبيّه جاهدوا ، صبروا ، تحمّلوا، جُرحوا ومن ثمّ استشهدوا ونالوا ماتمنّوا وارتقت أرواحهم إلى جِوار الحي القيّوم من بيده مقاليد السمٰوات والأرض .
يؤرقُنا الحنين لهم فلا نهنأ نومنا إلا بمرور أطياف ذكرياتهم في مُخيلتنا كانوا ومازالوا وسيظلون أولئك المحفورون على جدران قلوبنا ولن يمر عليهم أبداً غُبار النسيان.
سينهض الوطن من جديد ممزوجاً بدمائهُم الزكيّة ومسوّراً بصورهم البهيّة فلا صدق إلا في تحركهم ولا عز إلا من بعد تضحيتهم ولا كرامة إلا من بعد بذلهم.
هم من امتلكوا قداسة المبدأ ونقاء الفكر هم أبراج الحريّة ورواد الإنسانية لا يرجون من حُطام الدنيا شيئاً ذهبوا تلبية لنداء ربهم ودفاعاً عن حياض وطنهم باعوا من الله فأشترى فكانوا أولئك النّجوم اللامعة في أحضانِ السّماء!!
#اتحاد_كاتبات_اليمن