القناص .
إب نيوز ٢٧ ديسمبر
بقلم : هناء الوزير
لعلها بعض تأييدات الله للصادقين ،الذين ينسبون الفضل لأهله ،مرددين وكلهم خشوع واعتراف (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة اﻷنفال 17]
ولن يتخيل المشاهد أنها مشاهد حقيقية يوثقها الإعلام الحربي فلا مونتاج ولا إخراج يجمل الصورة ،أو يبالغ في نقلها بوضع رتوش أولمسات فنية خاصة
فحين ثبت القناص عيناه خلف الزناد تهاوى المرتزق جريحا مستغيثا بمن معه من رفاق الشؤم ،حينها تمسك القناص بأخلاقه وغض الطرف فلعله صيد يجلب من خلفه ..
وما أن هرع الرفاق وهرولوا نحو الجريح وهم يتباهون بمدرعتهم ،فما لبثوا أن حملوه لينجوا به ويسعفونه ، إذا بطلقة تخترق مدرعتهم الأوهن من بيت العنكبوت ،لتلفظ أنفايها دخانا أسودا ،وتحترق لتعلن نهايتها ،وهلاك من تدرعوا بها ،فبعد أن كانوا مسعفين ،هاهم ينتظرون من يسعفهم ،ليأتى طقم محمل عله ينجح في مهمته ،ولن يلتفت لمصير من سبقه ،ولن يصدق عينيه التي التي رأت المدرعة تلفظ أنفاسها موثقة استسلامها لطلقة ذات القناص .
هنا يحل الشؤم على المسعفين ليطلقوا العنان لأقدامهم علها تسعفهم في إنقاذ حياتهم – إن هي استطاعت – ولكن هيهات وأنى لهم ذلك .
فلا القناص منجيهم ،ولا شهيق سقر ستهملهم أو تمهلهم .
من هنا من جبهة مجازة وعلى بعد ثلاثة كيلو مترات، وضع القناص رحالة ،وبات ينتظر صيده علهم يحظون بتأشيرة معمدة بختم المرابط القناص ،ليمروا من هنا سريعا نحو جهنم .
وهنا يسجد القناص شكرا لله أن وفقه في أداء مهمته .
ليهرول الطقم المحمل بمزيد من العساكر خلسة إلى المكان ،فيناله مانال من سبقه ،ليلفظ أنفاسه الأخيرة تحت رحمة طلقة قناص يحترف وضع رصاصاته من المكان المناسب ،فهو لا يجيد سوى القنص ،وأحيانا القص والفصل لبعض الرؤوس عن الأجساد النتنة ، ومازال القنص والتنكيل جار …
وهكذا يحظى هؤلاء برعاية الله الذي يسدد رميتهم ،ويثبت أقدامهم ،ويحظى دين الله وقضيته برجال أشداء أولي بأس شديد إن أرادوا أراد ،فيخضع الكون وسننه تأييدا ونصرا .