ومــن الآلام ذاقــت أمــرهـا ومــن أوجـاع الــفراق والظلم استـمدت ثــبـــاتـهـا .
إب نيوز ٢٧ ديسمبر
كــتــبت/ بـنـت الـنمـري
لـن أخبركـم من تــكـون الآن فــعــنـوانها يحـكـي من تكــون !!
إنــها المــديـنة التي عـانت الأمــرين، وذاقت أنواع الأوجاع، وأنهكتها آلام السنين .
ليس من خمسة أعـوام تـعاني بل من أكثر من 15 عام وهي في مرمــى الـقصف والاســتهداف الهمجي الظالم ،نعم تذهب أعوام ،وتأتـي أعــوام ، والمعاناة مستمرة فيها، مابين حصار جائر،وأوبئة وأمراض قاتلة ،ومابين قصف مدفعي وصاروخي ،وغارات مستمرة ،وطائرات لاتفارق أجوائها.
قــتلــوا فيها الصغير ،والكبير،بكل وحشية وإجرام ،لم يــستـثنـوا فـيها شجر أو حجر ،دمروا المنازل والأحياء ،والمباني والمدارس ،كل شيء فيها معرض للاستهداف! لكــنهم لـم يســتطيعوا إبادتها أو إركاعها،لأنها عصية على المعتدين.
ليس في قاموسها الذل والضعف والهوان،
إنها صعــدة الــسلام
هذه مديــنـتي أروتها دماء الشهداء ، وزينتها روضات الشهداء ، وحمتها أجساد الأوفياء،ودافعت عنها سواعد الكرماء.
إنــها صعدة الصــمـود منبع الهدي ومدينة القرآن،منها انطلقت مسيرة القرآن ، ومنها بدأت ثورة الأحرار ، هي هكذا كعادتها لا ترضَ بالظلم والهوان،ولاتعرف الذلة والانكسار.
مديــنـتي التي قهرت المعتدين ،ونكلت بالطواغيت ،والمستكبرين،مدينتي هي كابوس المتغطرسين ،وأرض المؤمنين الصادقين .
حييتِ ياصعدة الأباء التي تأبى الظلم،والإضطهاد ،حييتِ يامدينة الشهداء ،وياملاذ العظماء.
قتلوكِ ، ودمروكِ جرحوكِ وأرعبوكِ ،فــمـا انكسرتِ ولم يذلوكِ بقـيـتِ صـامدة ،حرة أبيـة.
من بين رُكـامِ سببته السلطة الظالمة إلى دمارِ سببه العدوان الغاشم ، نهضت صعدة السلام وواجهت المعتدين ، وأذاقتهم الويلات ، وجرعتهم الهزائم .
ظنوا أن مدينتي منكسرة، وجِراحها لا تضمد ،وأن أبنـائها ونسائها ضعفاء ،فتفاجأوا حيث اصتطدموا بجبل شامخ ،لاينكسر ،ورجال بواسل لايعرفون التراجع ،وأرض قوية لا تذل، ولاتُهان .
لاتنظروا إلـى مديــنـتي من خارجها فقد لاترون سوى الدمار ، والخراب !
ولكن انظروا إلى داخلها لــتعرفوا من تكون رغم الجراح مبتسمة، ورغم الأوجاع شامخة، ورغم الدمار صامدة.
بين منازلها البسيطة وسكانها الأحرار تجدون روحية الأخوة ،والتعاون ، والتكافل ،والتراحم، تجدون العزة والكرامة ،تجدون قومً لايخافون في الله لومة لائم.
في كل منطقة من مناطقها تجدون روضة شهداء ، تحكي عن عظماء مدينتي ، وتروي حكاياتهم البهية الزاهية ، تخبركم من تحتضن من الأبطال ، وماهي قصصهم الخالدة.
في طرقاتها وأزقتها ترون صور القادة العظماء ، والشهداء الأوفياء ، لتخبركم أننا لن ننسَ تضحياتهم ودمائهم ، وأننا لن نترك طريق رسموه لنا بدمائهم ،وأننا بدربهم ماضون ، وعلى خطاهم سائرون .
ولاتنسوا أن تنظروا إلى أطفالها المتشوقون إلى ساحات القتال ، رغم طفولتهم ، وصغر سنهم إلا أنهم مستغنون عن ألعاب الأطفال كـغيرهم ،فألعابهم بندقية وأوقاتهم متابعة وترصد ،وتوعد للأعداء ،هذا جيل مدينتي الصاعد ، من سيخلده التاريخ في صفحاته المشرقة.
أماجبالها فـشامخة وأسوارها ثابتة ،أما أسواقها وماأدراك ما أسواقها فقد دمرت وتحطمت دون رحمه آخرها ماحدث في مديرية منه في سوق الرقو جريمة راح ضحيتها أكثر من 40 مابين شهيد وجريح ، أغلبهم أفارقة ،وعذرا منكم أيها الأفارقة فالمرتزقة هكذا تستقبل ضيوفها وتكرمهم !
وكل هذا يحدث أمام مرأى ومسمع عالم جبان صامت ، وأمم متحدة زائفة ،وصمت دولي منقطع النظير.
ولكن صعدة ستظل شامخة ولن تنكسر مهمها استمر إجرامكم، وطغيانكم ، لن تزيدونا إلا قوة وصمود وثبات ،وستبقى صعدة كماكانت .
دمــتِ ياصعدة الصمـود قــلبً لــمـوطني.