المنظمات العدوانية وزيف شعاراتها الإنسانية .

 

إب نيوز ١ يناير

بقلم / منير اسماعيل الشامي

كان مما اشار إليه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه عن المنظمات هو تبعية هذه المؤسسات لأعداء الأمة، وهذه التبعية هي ما تؤكد أنها لا يمكن أن تقدم دعما لشعب من الشعوب او معونة، او مساعدة إلا ولها أهداف هامة أخرى تسعى إلى تحقيقها في ذلك الشعب من وراء ذلك الدعم او تلك المعونة، وهو ما يعني أن تلك الاهداف التي تسعى إلى تحقيقها في الشعب المستهدف أغلى واثمن من الكلفة التي تحملتها بشكل مساعدة او معونة بمئات المرات، حتى وإن كانت مقدمة من جهات مانحة أخرى وهذه حقيقة منطقية وواقعية ١٠٠٪

وهو في ذات الوقت حكم العقل والمنطق إذ أنه من المسلمات في واقع الحياة البشرية أن العدو اللدود لا يسعى يوما بالخير لعدوه ولن يسعى ، ولا يرجو يوما أو يتمنى الخير لعدوه اطلاقا ، فهل رأينا يوما ابليس اتانا ناصحا شفوقا؟ او سمعناه مناديا لنا للصلاة أو ناهيا لنا عن الخمر والزنا والربا؟

ولذلك فلا يمكن لإنسان مسلم أن يصدق أن هذه المنظمات هدفها انساني او يعتقد بصحة شعاراتها وعنواين اعمالها
لأنها اساسا مؤسسات تابعة للعدو، ومن هو العدو هو الذي يحاربنا، يريد لنا الشر، يريد ان نكون تابعين له، مطيعين لأمره، خاضعين لرغبته، نتحرك وفق ارادته، ونسير في المسار الذي رسمه لنا، ونصبح نحن وثرواتنا وارضنا مسخرين له.

وقد يريد الأعداء لنا الحياة لكنها لن تكون بكل تأكيد الحياة الكريمة، حياة العزة والكرامة، بل حياة الذل والعبودية، حياة الخضوع والخنوع، يريدوا لنا الحياة التي نكون فيها عبيدا لهم وليس لله وخداما لهم لا خداما لدين الله تبارك وتعالى.

وحتى تكون الصورة أكثر واقعية دعونا نتأمل موقف كل المنظمات التي تعلن دائما وتردد أن اهدافها انسانية، وغايتها حماية الانسانية، ومطالبها حماية حقوق الانسان وجهودها مكرسة للدفاع عنه وعن حرياته، ومع ذلك لم نرى لها موقف واحد تجاه الشعب اليمني يؤكد ذلك خلال سنوات العدوان !!!!!
فهل سمعنا منظمة واحدة طالبت بوقف العدوان، أوطالبت بحماية الطفل اليمني او المرأة أو ادانت مجزرة من مجازر الاطفال والنساء ، وهل سمعنا منظمة طالبت برفع الحصار وتوقيف القصف علينا وما يترتب عليه من دمار ؟

أليست هذه الجرائم والمجازر والحصار ترتكب في حق إنسانية شعب مستضعف لخمسة أعوام أمام ناظري كل المنظمات الحقوقية والانسانية حسب وصفها ؟

دعونا من هذه الأمور ولنتأمل مواقف المنظمات من أمور انسانية أقل أهمية مما ذكرنا فهل سمعنا منظمة واحدة خلال سنوات العدوان طالبت قوى العدوان بالالتزام بنصوص القانون الدولي في عملياتها العسكرية كحماية المدنيين، او عدم استهداف المنشآت الخدمية، او بفتح مطار صنعاء امام عشرات الآلاف من المرضى بأمراض لا تعالج إلا في خارج اليمن وجلهم اطفالا ونساء ومدنيين ؟ أليست هذه مواقف انسانية ومن صميم الاعمال الانسانية ؟

ثم ايهما أولى أن تطالب المنظمات برفع الحصار اللا انساني مثلا عن الشعب اليمني أم توزيع مساعدات غذائية ؟

إن كل ما سبق يؤكد لكل ذي لُبٍ ان المنظمات اتخذت من شعارات الاعمال الانسانية والحقوقية عناوينا براقة لشرعنة وجودها من اجل تحقيق أهدافا اخرى بعيده كل البعد عن شعاراتها الظاهرية، والمعنونة تحت مفهوم الانسانية ، وان هذه الاهداف ذات أهمية قصوى لأعدائنا تتعلق بهويتنا وتستهدف عوامل قوتنا كمجتمع له اصالته وثقافته وموروثه الفكري والحضاري، وتستهدف مستقبلنا ومستقبل وطنناوأجيالنا وهو موضوعنا القادم إن شاء الله

You might also like