ثـــقـافــة الــجــهـاد والإســـتــشــهــاد
إب نيوز ١ يناير
بـــقــلـم/ بـنـت الـنمـري
فـي ظـل اســتـمـرار العـدوان السعـودي الصهيـوأمـريـكـي عـلى بلادنا اعـتدنا أن نعـيـش أجـواء الجهــاد والإسـتـشـهاد، بيــنمـا تستمر قـوافـل الــشـهـداء، ومن قضـاء نحبه، فلا تتوقف، وبينما نحن نعيش مع من ينتظـر، جهــاداً روحـانياً، واستشهاداً فــعـلـياً، وعــطـاءً منقطـع النظيـر،
نحن بـحـاجة ماسـة إلى ترسيخ ثقافة الـجـهاد، والإستشهاد في واقعنا، وتجـسيدها في أنفـسنـا، فهي حصـن منيع، لا يستطيع العدو أن يتخطاه .
ثـقـافـة الـجـهـاد هـي من أعـظم الثقافات، لأنها ثقافة القـرآن، وثقـافة الأنــبـياء، هي الثـقافة التي تُحصن الأمم، وتسموا بـهـا إلـى القمم، هي الثقافة التي تردع المعتدين، وتخزي المستكبرين، وتبيد الظالمـين،
ثـقـافـة الجـهاد لايتثقف بها إلا عبـاد الله المخلصين، الصادقين، المُحسنين، الذين عظُـم الخالـق في أنفـسهم، فصـغر كُل مادونـه في أعـينـهم، الــمـجاهـدون هـم الأحرار في زمن العـبودية، هم الأعـزاء في زمن الذلة، هم الأوفياء في زمن الغدر والخـيانـة، هم الـصادقون في زمن الخداع، هم جنـود الله في أرضــه، وأحـبـائه في سماه،
فليس بـعـد الجـهاد في سبيل الله بصدق نية، سوى الـنصـر أو الشهادة، وكِلاهما من أعـظم ما يتمناه المُجاهدون، وثقـافة الشهادة لها أهميتها البالغة اذا تثقفت الأمـة بثقافة الجهاد في سبيل الله، ستكون أمـةً قـويـة، وقادرة علـى مواجهة أعدائها،
يجب أن نتعرف على ثقافة الجهاد بوعـي، وبـصـيـرة، فالشهداء مثلما واجهوا المعتدين بكل عزيمة وصلابة ، ووقفوا في وجوههم بـكل شموخ، وسطروا أعظم الملاحم والبطولات، ونكلوا بالعدو وجرعوه الهزائم النكرا، فهم أيـضـاً يعلمونا الدروس المهمة من بطولاتهم، لنتعلم منهم الصبر، والثبات، والصمود في المواجهة، ولنستمد منهم روح الإباء والتضحية، ونستلهم منهم العزيمة، والشجاعة، ونتعلم منهم مايؤهلـنـا للـوصـول إلـى رضوان الله والحياة الأبـدية الخـالدة،
الشهادة ليست خسارة، ولانقص في العمر ، الشهادة لها قداستها، من عظمة الشـهـادة أن الشـهداء أحـيـاء عند ربهم يرزقون، وليسو أمـوات كما يظن الآخـرون لقـول الله تعالى: (( ولاتـقـولـوا لمن يُقتل في سبيل الله أمـواتاً بل أحياء ولـكن لاتشـعـرون)) نعم فالشهادة كما قال عنها الشهيدالقائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه: (نصر شخص الإنسان المؤمن، كما أنـها فرصة لـيستثمر موته، والموت شيء حتمي لابد منه، لكن الشهيد أخـتـار الـحيـاة التي لاموت فيها)،
والشهادة أحسـن خاتمة قد يخم بها الإنسان حياته، أو مسيرة حياته الجهادية، فالشهيد ختامه مسك، والشهادة ليست غاية فقط إنما هي وسيلة لنيل الغاية والمطلب، والحقيقية ( رضــاء الله وجـنـته )، الشهادة قد حطـمت وافشـلت أستراتيجيات العدو حيث يجند الجنود من فئات وطوائف مختلفة، من الذين يشرون الحياة الدنيا، ويعبدون المال والريال، فيسلحهم بأفتك الأسلحة، ويحملهم العتاد، ويساندهم بالطائرات، بغرض تخويف الطرف الآخر، حيث قد كانت هذه الإستراتيجية ناجحة في بعض الشعوب، ولكنها فشلت أمام ثقافة الشهادة ، فالقتل الذي تخوف به المجاهدون، والموت الذي تتهددهم به، هو ما يتمنونه، فهم يذهبون لساحات القتال، وميادين الجهاد متسابقون عشـقـاً للشهادة، فهي إرثٌ عظيم، وأُمنية يتمناها كل فرد منهم،
خسرت ترسانة العدو العسكرية، وفشلت مخططاته، أمام ثقافة الشهادة، هذه الثقافة هي التي جعلت الشعب اليمني يتقن أعظم الإستراتيجيات، ويصبح على مشارف عام سادس وهو يزداد قوة وعزيمة، وتحدي ونظال، ثقافة الشهادة هي التي تبشرنا بالنصر القريب، والسعادة الأبدية، وتُطمئن بزوال المعتدين والظالمين، فمن أعظـم وأجّل ما نُترجم به وفائنا للشهداء في ذكرى الشهيد هو (أن نُثقف، ونَتَثقف بثقافة الجهاد والإستشهاد في سبيل الله)