توسيع بنك الأهداف اليمني في 2020.. فشل المفاوضات مع الرياض؟
هدّدت صنعاء، مجدّداً، كلّاً من الرياض وأبو ظبي بضربات مؤلمة قد تطالهما خلال العام 2020، متوعّدة بردّ مناسب على استمرار العدوان. تهديداتٌ جاءت على لسان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، العميد يحيى سريع، خلال مؤتمر صحافي عقده الأحد الماضي، تزامناً مع تصعيد عسكري من قِبَل «التحالف» شمل جبهات الحدود وجبهات الساحل الغربي، فضلاً عن عمليات تحشيد من قِبَل القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي في جبهة نهم شرقي العاصمة صنعاء. تطوّرات عدّتها صنعاء مؤشراً إلى ما ينويه «التحالف» خلال العام الجديد، والذي يناقض التهدئة غير المعلَنة بين الجانبين، ويؤكد أن السعودية لا تسعى للدخول في حوار شامل يفضي إلى سلام دائم، بل إلى إعادة ترتيب الصفوف المبعثرة، والاستعداد لجولة جديدة.
وأكد سريع أن قوات الجيش واللجان الشعبية في أعلى مستوى من الجاهزية القتالية لأيّ تصعيد محتمل، محذراً تحالف العدوان من مغبّة أيّ تصعيد سيكون الردّ عليه أشدّ قسوة من أيّ وقت مضى، ومتوعّداً بمرحلة «الوجع الكبير» في ظلّ تطوّر القدرات الصاروخية وقدرات الطيران المسيّر لدى الجيش واللجان. كما أعلن توسيع بنك الأهداف خلال العام 2020 ليشمل مراكز حيوية وحسّاسة على طول جغرافيا دول العدوان وعرضها، موضحاً أن قوات صنعاء قسّمت تلك الأهداف إلى ثلاثة مستويات بحسب الأهمية، مبيّناً أن المستوى الأول يشمل 9 أهداف بالغة الأهمية، منها ستة في السعودية وثلاثة في الإمارات.
قُسّم بنك أهداف العام الجديد إلى ثلاثة مستويات بحسب الأهمية
هذا التصعيد في حدّة الخطاب رأى فيه مراقبون مؤشراً إلى فشل المفاوضات الجارية منذ مدة بين اليمن والسعودية في غير مكان وعلى أكثر من مستوى، والتي أدت إلى تجميد نسبي للعمليات العسكرية في جبهات الحدّ الجنوبي، وتراجع غارات الطائرات بنسبة 80%. كما رأوا فيه إنذاراً بانتهاء مبادرة رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، مهدي المشاط، المُعلَنة في 21 أيلول/ سبتمبر الماضي من طرف واحد، والتي تقضي بوقف جميع أشكال استهداف الأراضي السعودية، سواءً بالصواريخ الباليستية أو الطائرات المسيّرة، على أن يتمّ الردّ بالمثل من قِبَل الرياض. ولكن بعد مضيّ قرابة 100 يوم على إطلاق تلك المبادرة، استغلّ «التحالف» رغبة صنعاء في إتاحة الفرصة أمام مفاوضات توقف الحرب وتشرّع باب الحلّ السياسي لممارسة المراوغة والتهرّب من أيّ التزام جدّي. وفي هذا الإطار، يقول مصدر عسكري في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن «التحالف، وطيلة 100 يوم من تاريخ إعلان المبادرة التي أشاد بها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، استمرّ في شنّ الغارات وارتكاب المجازر بحق أبناء الشعب اليمني، والتي كان آخرها جريمة سوق الرقو في صعدة قبل أيام، حيث راح ضحيتها ما يقارب 38 شخصاً بين شهيد وجريح. كما أنه استمرّ في تشديد الحصار على ميناء الحديدة، ومنع دخول سفن الغذاء والوقود والدواء إليه، وأيضاً في إغلاق مطار صنعاء أمام الحالات الإنسانية». ويضيف المصدر أنه «من منطلق حق الردّ المشروع على ما يرتكبه تحالف العدوان من انتهاكات، جاءت عملية استهداف معسكر قيادة اللواء التاسع عشر حرس حدود وطني في نجران بصاروخ بدر 1 p أواخر الأسبوع الماضي، والتي أدت إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، بينهم قيادات». ويتابع المصدر أن «صنعاء غيّرت من استراتيجيتها في مواجهة العدوان، وأقرّت أخيراً الردّ على أيّ عمليات عسكرية تستهدف المواطنين اليمنيين في المحافظات الجنوبية والشرقية».
| جريدة الأخبار اللبنانية