الإرهاب الأمريكي وإرهاصات الزوال .
إب نيوز ٤ يناير
كتبت / سعاد الشامي
بعد الحرب العالمية الثانية وفوز دول الحلف على دول المحور برزت الولايات المتحدة الأمريكية كقوة كبرى لها ثقل يعتد به على الصعيد الدولي. وتربعت على عرش النظام الإمبريالي الذي يعتمد في منهجيته على القوة المتوحشة في تدمير الأرض وإفسادها ونهب ثروات الشعوب واستعباد البشر وإبادتهم وتجويعهم ونشر الأمراض والأوبئة فيما بينهم. ونزع قداستهم الإنسانية، وتحويلهم إلى مادة بشرية يتم توظيفها لمصلحة أمريكا. وفي سبيل تحقيق أهدافها بالهينمة العالمية والسيطرة الكاملة على كل الأمم وبالأخص الأمة العربية والإسلامية والتي يشكل إلتزام أبنائها بتعاليم الدين الإسلامي خطراً يهدد مصالحها ومشروعها الإستعماري.
وللأسف نجحت أمريكا في صرف المسلمين عن مصدر قوتهم وعزتهم وكرامتهم وحولتهم إلى مجرد أدوات تستخدمها في تحقيق أهدافها الشيطانية في المنطقة. بينما هي سعت إلى مراكمة ثرواتها ورؤوس أموالها وتقدمت في العلم والتكنولوجيا حتى نجحت وتألقت في ثورتها الصناعية وتوسعاتها العسكرية وأصبحت أكبر قوة إستعمارية على وجه الأرض.
أعطت أمريكا لنفسها شرعية الاستعمار وبررت سلوكياتها العدوانية ضد البشرية بمرجعية علمانية شاملة وحلولية مادية. واطلقت مصطلح “الشيطان والدجال” لكل من قد يعارض ويناهص مشروعها الاستعمار. لذلك هي تحمل نزعة حادة من العدوانية لكل الأحرار في العالم ويصبح من أعمال الخير في شرعها قتلهم وإبادتهم حسب المنفعة الإقتصادية حيث يصير سفك دمائهم عملاً مقدساً وأخلاقياً!
لا تصوب أمريكا بأنظارها إلى الاتجاه الموالي لها من الأعراب العبيد الذين أرتموا في أحضان ها. فالعبد يبقى عبداً لا يشار إليه إلا عند طلب الخدمة والمنفعة. ولكنها تتطلع في الإتجاه الآخر الذي يقلقها ويهدد كيانها باتجاه أولئك الأحرار المواجهين والمناهضين والمقاومين لهيمنتها ومشاريعها ،، تتبع خطواتهم في كل مكان وزمان وتراقب إنجازاتهم وتصنف مواقفهم. فتوحي أولا إلى عبيدها وعملائها بشن حرب التضليل لتجريم تحركاتهم وتشويه مبادئهم والحد منها. ولكن يتجلى نور الله ويتلاشى الأرجاف ويستمر الأحرار بالتمسك بخيار المقاومة والتصدي لا يقبلون على أنفسهم الذل والهوان والإستسلام لطغاة البشرية؛ بينما تبقى أمريكا محراب العبيد وعدوة الأحرار والذي لايهدأ قلقها إلا بتصفيتهم والتخلص منهم .
ولكن الشيء الذي لا تدركه أمريكا ولن تدركه أبدا بأنها كلما سولت لها مطامعها سفك دم الأحرار وارتكبت أخطائها الجسيمة بحق عظماء هذه الأمة خوفا منهم ؛ فهي لا تقتل مشاريعهم وأهدافهم المناهضة لها بل هي التي تساهم في نشرها وتوسيعها وتوطيد أركانها. فأمريكا التي عمدت إلى أذيالها في اليمن بقتل السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه؛ لم تستطع قتل مشروعه القرآني. بل أثمرت دمائه الزكية وبنت أمة كاملة تناهضها وتحمل لها العداء ،، والطائرات الأمريكية التي قصفت الشهيد الصماد سلام الله عليه لم تقتل مشروعه الوطني بل صنعت دمائه الطاهرة الف صماد وصماد ونقلت اليمن إلى مركز القوة وحولت معادلة المعركة من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم ،، وكذلك هي دماء الشهيدين قاسم سليماني وزميله أبو مهدي المهندس سلام الله عليهما لن تذهب هدراً فهي مخاض ولادة النصر المبين. بل أجزم بأنها ستكون المعول الذي ستكسر به إيران يد أمريكا .