ماذا وراء اغتيال سليماني والمهندس؟
إب نيوز ٤ يناير
كتبت/ رقية المعافا
عامٌ ميلادي ابتدأتهُ الولايات المتحدة الأمريكية بتصعيدٍ خطير ومتهوّر ابتداءً بالاعتداء الذي نفذته على قوّات من الحشد الشعبي العراقي وبعده اغتيال اللواء الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني والحاج أبو مهدي المهندس نائب الحشد الشعبي العراقي.
إعلان البنتاغون هذه العمليّة له دلالاته وأبعاده ؛ فأمريكا استطاعت وبعد ثمانية أعوام قتل القائد الذي أفشل مشاريعها في العراق حين هزم تنظيم داعش الإرهابي وأعاد مع فصائل الحشد الشعبي العراقي لجمهوريّة العراق حريّته، سليماني خاض معارك سوريا وواجه كل المؤمرات الأمريكية وأفشلها. سليماني كان جزءً لايتجزأ ورقماً صعباً في محور المقاومة وإنما جاءت عملية الاغتيال هذه محملةً رسائل للمنطقة عامة ولدول محور المقاومة خاصة، فأمريكا تريد أن تعيد هيبتها المنكسرة وعظمتها المتهالكة بقوة استخباراتها التي استطاعت القضاء على سليماني والمهندس ورفاقهم قرب مطار العاصمة العراقية بغداد، ومن جهة أخرى تريد أن تقول نحن لازلنا أقوياء وعلى إيران أن تفهم أنها لاتستطيع مجابهتنا ، إضافةً إلى أهداف أخرى من أهمها زعزعة معنويّات محور المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن.
لكنّ السحر سينقلب على الساحر فنبأ استشهاد اللواء قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس سيشعل حرباً مفتوحة على الولايات المتحدة الأمريكية الذي تنتظر هي الأخرى بخوف ماهي الخطوة التي ستتخذها الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية حيال هذه الخسارة الكبيرة، وكيف سينعكس وقعُ العمليّة علي كل ساحات المعارك في المنطقة، فالخارجية الإيرانية نددت ووعدّت، والمرشد الخامنئي حذّر وهدد بأن الرد سيكون قاسياً ، والسيد عبد الملك الحوثي الذي أصدر بياناً ندد فيه هذه العملية وأعلن تضامنه مع شعوب الأمة الإسلامية التي تسعى إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية وختم بقوله : كما كانت حياة اللواء سليماني والمهندس مثمرة وحافلة بالإنجازات والانتصارات التي أرهقت أمريكا وحلفاءها في سوريا والعراق ستكون شهادتهما مثمرة ولها الأثر الكبير على مستوى المنطقة.
ستتحوّل فرحة -ترامب- وأمريكا إلى ندم وعضّ على الأصابع فقاسم سليماني سيولد بعده آلاف قاسم سليماني، ومشاريعها في المنطقة ستفشل وتفشل وإن استطاعت قتل أرواح قادة عظماء فلن تستطيع إطفاء الشعلة المتوقدة في ضمائرنا التواقّة إلى الحريّة والأمن والسلام، فالعراق سينتصر على كل المكائد والمؤمرات، وسوريا هاهي تودّع شرذمة الإرهاب وتنهي مشروع أمريكا فيها، واليمن الصامد الأبي هاهو ذا يثبت لدول التحالف العدواني وعلى رأسهم أمريكا أنه لن يقبل إلا بالنصر والاستقلال وكما استطاع إفشال مؤمرات وخطط الولايات المتحدة الأمريكية هو قادر علي محوها عن وجه الأرض، ولبنان الكرامة ستتغلّب على مايهددها من أزمات، وتبقى فلسطين الذي ستحرر على أيدي المجاهدين الأحرار من كل فجّ ومنطقة وما دول المقاومة تجود بقادتها وفرسانها إلا ليتحرر الأقصى وتعود فلسطين حرّة عربيّةً أبية.