حدث جلل هز العالم الإسلامي له تبعاته وارتداداته
إب نيوز ٨ يناير
كتبت/ نوال أحمد
صحى العالم صبيحة الجمعة الفائتة على فاجعة كبرى؛ وحادثة أليمة أدمت القلوب وهزت مشاعر ووجدان كل إنسان حي في العالم الإسلامي.
جريمة شنيعة واغتيال غادر وجبان اقترفتها أمريكا الشيطان الأكبر بتوجيه من حاكمها الأحمق ترامب، بحق أبناء الأمة الإسلامية، إذ طالت شخصيتين من أكبر وأهم قادة محور المقاومة الإسلامية وهما القائد لواء قاسم سليماني؛ ورفيق دربه المجاهد أبو مهدي المهندس؛ اللذان كان لهما الدور الأكبر في مواجهة أمريكا وإفشال مشاريعها التدميرية في العراق ؛ التي انتهكت أمريكا سيادتها؛
وراهنت على احتلالها والسيطرة عليها بكل أرضها وإنسانها ؛ العراق التي فداها هؤلاء القائدين بدمهما وبدماء رفاقيهما ؛ الذين دافعوا على هذه الأرض ؛ وقدموا أرواحهم فداء لها.
اللواء قاسم سليماني الذي عُرف بقيادته لفيلق القدس، الذي أرعب أمريكا وحطم كبريائها ؛ وكسر شوكتها في بلدان عدة.. قاسم سليماني الذي أفنى عمره بالجهاد وعلى مدى أربعين عاماً من التضحية والفداء؛ من البذل والإخلاص والصدق والعطاء.. أربعين عاماً من النضال والشجاعة والصبر؛ والعمل الدؤوب في التصدي لمشاريع قوى الاستكبار العالمي..
أربعين عاماً قضاها اللواء القائد قاسم
سليماني في الدفاع عن فلسطين وأبناء فلسطين؛ والذود عن أهل سوريا؛ في حماية العراق وأهل العراق؛ أربعين عاماً من الجهاد في مسيرة الحق ومناهضة الباطل خُتمت بالشهادة التي كانت أمنيته والتي كان يبحث عنها في كل سهل وجبل وواد فنالها وفاز بها سليماني؛ وتوج مسيرته الجهادية بتاج الشهادة الأسمى والأغلى .
إن فُقد مثل هذا القائد الكبير سليماني ورفيق دربه المهندس يمثل خسارة لهذه الأمة.. وبلاشك أن الخسارة الأكبر هي التي سيُمنى بها هذا العدو المجرم الشيطان الأكبر؛ لأن دماء القادة عندما تسقط فإنها تصنع في الأرض نصرا وعزة ، وتخلق الإرادة والشجاعة في أوساط المجاهدين المؤمنين والأبطال.
ولن يمثل رحيل واستشهاد قاداتنا الأبطال أي ضعف ولا وهن ولا تراجع عن هذه المسيرة القرآنية ؛ فكل قطرة دم من دماء قاداتنا وشهداءنا الأطهار حين تسقط على هذه الأرض فإنها تزيدها نوراً ؛ وتسقي شجرة الجهاد شجاعة وقوة لتثمر عزة وكرامة .
المسيرة الجهادية القرآنية؛ لا تتوقف بسقوط مجاهديها شهداء ؛ فهي مسيرة جهادية استشهادية بدايتها الجهاد وختامها الشهادة ؛ إن شهداء هذه المسيرة لا تزيدنا إلا عزماً وثبات وقوة ؛ فرجالها أبطال؛ خُلقوا من أمة عزيزة كريمة عزمها حديد؛ وثباتها جبال؛ إن دماء الشهداء القادة الأطهار هي من ستوحد أبناء هذه الأمة ليكونوا صفاً واحداً ليكونوا كقلب رجل واحد لمواجهة قوى الاستكبار العالمي والتصدي لمشروعه التدميري داخل منطقتنا الإسلامية؛ وهاهي دماؤهم تفور غضباً ؛ وستتفجّر ثأراً وانتقام.
فعلى أمريكا وأعوانها أن تعلم أن بارتكابها هذه الجريمة الشنعاء بحق هكذا قادة عظام؛ فإنها ارتكبت جريمة بحق الأمة الإسلامية جمعاء؛ وهي بذلك قد فتحت على نفسها باب جهنم؛ وعلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ أن تتحمل تبعات مابعد هذه الجريمة ؛ ومسؤولية ما سيلحق بالمنطقة من أحداث وتداعيات كبيرة سيشهدها العالم هي التي أشعلتها .
أما دماء القادة الأطهار وكل المجاهدون في محور المقاومة الإسلامية فإنها دماء لا تسقط بالتقادم أبداً ؛ ولا تذهب هدراً فهي دماء طاهرة زكية وهي التي تصنع للأمة مجداً وتُزهر من ثمار العز نصراً ؛. نصراً للدين ولكل المستضعفين في هذه الأمة المقاوِمة.
على الولايات المتحدة الأمريكية أن تترقب الرد القاسي والمؤلم الذي سيطال أولئك المرتكبي لهذه الجريمة النكراء ؛وهذا ما أكده القادة والسياسيون في الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛
ولكن الرد سيكون بتروي وبحكمة من أصحاب الحكمة وفي الزمان والمكان المناسبين؛ وبقدر الألم الذي غشى قلوب كل الأحرار؛ بقدر ما سيكون عليه الرد؛ ويكفي أمريكا ما شاهدته من ردود أفعال قوية وكبيرة لأبناء هذه الأمة الأحرار في أغلب البلدان العربية و الإسلامية ؛ فالقائد قاسم سليماني لم يرحل ومازال حياً وحاضراً ؛ فهو حاضر في كل قلب إنسان مؤمن حر وشريف؛ فهو موجود في إيران وفي لبنان وفي العراق وفي سوريا وفلسطين وفي اليمن ؛ وفي كل مكان ستجدون الملايين من قاسم سليماني ؛ والذين تؤكده اليوم مواقفهم وأفعالهم ؛دماء القائد قاسم سليماني ستنتصر انتصار الدم على السيف؛ ولا نامت أعين الجبناء.
#اتحاد_كاتبات_اليمن