بعد العاصفة: حان وقت الحكم .
إب نيوز 26 مايو
بقلم: سمدار بت أدام
غريب لأنه استمع للاصوات التي بعضها غاضب وبعضها محبط وبعضها يعرف الكثير وبعضها بدون قلب، من اجل ادراك أن هناك كارثة فظيعة تحدث لشعب اسرائيل بعد اقامة تلك الحكومة (الموسعة والاكثر استقرارا التي اختارتها اغلبية الجمهور بشكل ديمقراطي). فمنذ بداية الدولة لم تقم حكومة اسوأ منها. كانت هذه هي الكلمات السيئة التي تشكل النقاش الجماهيري.
“أعيدوا لنا الدولة”، صرخ عضو الكنيست اريئيل مرغليت (المعسكر الصهيوني). (ممن بالضبط يطلب ذلك؟ من الناخبين؟ وما هو معنى اقواله اذا لم تكن: فلتذهب الديمقراطية الى الجحيم وليذهب هذا الشعب الى الجحيم. ولمن بالضبط ستعاد الدولة؟ لحزب العمل المتعجرف، لصالح شبتاي واصدقائه، حيث أن حرية التعبير في القناة الرئيسية محبوسة بين جدران مكتب رئيس الحكومة ومن ليس لهم “مفكرة حمراء” ومن يعانون من الاجحاف في كل موضوع؟).
“من هو عضو في الحكومة ويمنحها الثقة، هو شريك في تراجع قيمنا”، قالت تسيبي لفني من الليكود – كديما – الحركة – المعسكر الصهيوني، التي تتصل كما يبدو بالقيم المطلقة لمن أطلقوا النار بـ “المدفع المقدس″ لاغراق سفينة “ألتلينا” ولقتل ركابها وقاموا باخفاء القصة من الكتب التعليمية. لفني التي تشتاق، كما يمكننا أن نفهم، الى الثقافة السياسية المقربة انظمة اجنبية (الولايات المتحدة) من اجل اسقاط حكومة اسرائيل وضمان الامتيازات من نوع سيارة “ميتسوبيشي” لعضو الكنيست كي يتجاوز الخطوط كجزء من “اللعبة العفنة” التي قال عنها اسحق رابين باستقامة إنها تسمى “عفنة” فقط لأنها فشلت.
اهود باراك الذي خرج الى الولايات المتحدة من اجل احياء ذكرى موت إبنته، قال في المنفى محذرا بأن “حكومة اسرائيل مصابة ببوادر الفاشية”. هذه الحكمة التي اكتشفها بعد أن استيقظ من سبات الشتاء الطويل والتي أنسته حقيقة ما فعله في الانتخابات في 1996 ضد مرشح حزبه لرئاسة الحكومة، شمعون بيرس (كما يؤكد حاييم رامون). وايضا اللعبة الخاصة به – تفكيك حزب من اجل الجلوس على كرسي جلد الغزال الى جانب رئيس الحكومة، الامر الذي لم يحدث منذ زمن.
وجاءت كلمات بوغي وبوجي – اللذان لا يجب أن نشمت بهما. ولكن الكلمات السيئة أصبحت الآن من خلفنا. هذا هو الوقت للكلمات المتفق عليها من اجل توسيع الحكومة، وهو الوقت الذي يجب أن تزول فيه الايام العاصفة، وهو وقت ازالة الغبار ووقت زوال التخويف.
الحكومة التي توحدت بعد أن تم التوقيع على الاتفاقات وبعد اعراب الطرفين عن أسفهما على الاقوال التي لم يكن من المفروض أن تُقال، وتعهد من تعهد باطالة فتيله القصير – لقد بزغ فجر جديد للحكومة المتجددة، وهذا هو وقت الحكم. يجب التشمير عن الاذرع والعمل من اجل شعب اسرائيل. واستغلال فرصة أن رئيس الحكومة يتحدث فيها بشكل علني عن بلورة اتفاقات مع دول المنطقة والقضاء على الارهاب ومنح تقاعد معقول للمحتاجين وسكن قابل للحصول عليه من قبل الشباب وطرق لاختصار المسافات ونمو اقتصادي وعدل اجتماعي. لقد انتهى زمن الاقوال، انتهت الذرائع. واعمال الحكومة هي التي ستقربها أو تبعدها. وهي فقط القادرة على اثبات ذلك.
اسرائيل اليوم 26/5/2016