نحن وبنو (هِرَقل) !

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.
هزمناهم في (اليرموك) شر هزيمةٍ لدرجة أن (هرقل) قال يومها : وداعاً، ليس بعده من لقاء !
فمالذي حدث بعد ذلك ؟!
عاد بنو هرقل جميعاً إلينا فاتحين، أما نحن فقد ذهبنا من حينها نغُصّ نوماً في العسل !
هكذا نحن العرب، ننتصر مرة، لنُهزَم كل مرة !
وكنا قديماً نعتقد أن الحرب بيننا وبين أعداءنا سجالٌ ، فلماذا لم نعد نراها اليوم كما كانت سجالا ؟!
وكان بنو الأصفر -حين كانت الكَرَّةُ لنا- يبتعثون أبناءهم إلينا ليعودوا وقد حملوا معهم أجمل وأرقى ما وجدوه لدينا من علمٍ وقيم، فنهضوا ونهضت بهم مجتمعاتهم وأوطانهم !
وحين غدت الكَرَّةُ لهم وابتعثنا أبناءنا إليهم، عادوا وقد حملوا معهم أسوأ وأرخص ما وجدوه لديهم من ثقافةٍ ورخصٍ وانحطاطٍ إلا قليلٌ منهم، فسقطوا وسقطت بهم مجتمعاتنا وأوطاننا !
خصنا الله وحدنا وأنزل علينا بلساننا قراءناً يهدي للتي هي أقوم، فماذا فعلنا به ؟!
هجرناه ولم نقرأه ! وإذا قرأنا منه شيئاً لا نتّبعَه حتى غدا بالنسبة لنا كما لو أنه مجرد طقسٍ مناسباتي ليس إلا،ٍ لا نلتفت إليه إلا في رمضان مثلاً أو عند موت أحدهم، أو مجرد مادةٍ دسمةٍ فقط لاستنباط الشعارات والعناوين التي يخفي كل واحدٍ منا وراءها ألف قصةٍ وقصةٍ من الإنتهازية الرخيصة والمطامع الخفية !
يكفي فقط أننا نقرأه ولا نجده فينا، وغيرنا لايقرأه، ومع ذلك نجد الكثير منه فيهم !
أُمِرنا منذ أربعة عشر قرناً أن نعتصم بحبل الله جميعاً، فما اعتصمنا وما ازددنا إلا تفرقاً وانقساما، بينما وفي اجتماعٍ واحدٍ فقط وحَد النصارى كلمتهم والتقوا على هدفٍ ومشروعٍ واحد وانشئوا الإتحاد الأوروبي !
وأُمِرنا منذ أربعة عشر قرناً أيضاً أن نعد لأعداءنا ما استطعنا من قوةٍ ومن رباط الخيل، فلم نفعل، وفعل النصارى واليهود لنا ذلك، فكأنما أُنزِلت عليهم تلكم الآية !
في بلاد النصارى أتت الحربان الأولى والثانية على حياة أكثر من سبعين مليون إنسان، فلم يمض على ذلك غير سنواتٍ إلا وتصالحوا وتسامحوا ونسوا واستأنفوا مسيرة البناء والأخوة والسلام !
أما نحن فكنا ومازلنا نقف عند أحداث وقعت في القرن الأول الهجري لم نتقدم خطوةً واحدةً للأمام، فمضت علينا السنون والعصور ولم نتصالح أو نتسامح أو ننسى أو حتى نتناسى تغليباً لمصلحتنا ومصلحة ديننا وأوطاننا !
ثم بعد ذلك يتسائل أحدهم لماذا ينتصر علينا اليهود والنصارى اليوم !
يا صديقي، يكفي أن تعرف أن الناس هنالك في بلاد النصارى واليهود يعاملون الحيوان معاملة الإنسان، أما هنا في بلاد المسلمين فيعاملون الإنسان للأسف الشديد معاملة الحيوان !

(جمعتكم مباركة)

#معركة_القواصم

You might also like