الجيش الذي لا يقهر والدولة العظمى أسطورة خرافية..

إب نيوز ١٠ يناير
ام روحُ الله وجيه الدين.

لطالما سمعنا مُذ كنا صغاراً عن أكذوبة الجيش الذي لا يقهر وهم يغتالون قيادات( حزب) خوفاً وقهراً مما فعلوه في كيانهم الغاصب وجيشهم ومازال هذا الحزب ينجب قادة أبطال مستمرون بالدوس على هذا الجيش الجبان.

ولطالما سمعنا عن أسطورة أخرى سمجة عن دولة عظمى ولا تستطيع أو تجرؤ دولة لها سيادتها بالرد على إرهابها واختراقاتها للقوانين والأعراف الدولية بل والإنسانية في حين أن هناك حركات وأحزاب وفصائل مقاومة تجرأت على ذلك إما سياسياً أو إعلاميا ً في بيان لها وفي قنواتها وشعاراتها المناهضة لسياسة تلك الدولة العظمى والتي تدعى أمريكا.

الجدير بالذكر أن هناك دولة تسمى إيران قامت بالرد العسكري مؤخراً في ظل خضوع وصمت عربي على قواعد أمريكية انتقاماً لجندي عظيم ينتمي لجيشها، كيف لاتفعل ذلك وهي الدولة الإسلامية الأولى الداعمة للقضية الفلسطينية وكل فصائل المقاومة للمشروع الصهيوني في المنطقة.

موقف إيران ذكرني بِقيم وشجاعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عندما بارز أحد أكبر قادة معسكر الكفر والضلال عمرو بن ود العامري والذي لم لم يجرؤ أحد على مواجهته فبرز له ذلك الفتى الشجاع والذي كان يتميز بهجومه على خصمه بأن يضربه ضربة واحدة تشقه نصفين بعد النصح وإقامة الحجة، إلا عمرو بن ود قام أمير المؤمنين عليه السلام بقطع رجليه اولا فقط لأن عمرو أثناء المبارزة كان يتبحج ويستعرض بقطع ارجل خيله التي كان يمتطيها مزمجراً بصوته – كترامب الان – عله يخيف أمير المؤمنين عليه السلام فأراد أمير المؤمنين عليه السلام أن يذيقه ما أذاق تلك الخيل من ألم من منطلق الرفق بالحيوان ومالفت انتباه القوم عندما هم أمير المؤمنين عليه السلام بقتله فتراجع قليلاً ومن ثم عاد فقتله وعندما سألوه قال: بصق عليّ فأردت قتله غيرة ً لدين الله وقول لا إله إلا الله وليس انتقاماً لنفسي )، حتى أنه لم يسلبه كما يفعل بعض المقاتلين فقد كانت اخت عمرو تكن لأمير المؤمنين عليه السلام كل الاحترام رغم أنه قاتل أخيها وقالت لا يفعل هذا إلا أكرم القوم حُلم، شجاعة، شهامة ،هذا ذكرني بموقف إيران الذي لم يصبر عليه البعض وطالبوها بالرد ولم يمهلونها حتى الانتهاء من تشييع جثامين الشهداء ورفاقهم الطاهرة ومواراتها الثرى بل وقالوا بأنها أصغر من أن ترد على أمريكا، إلى أن أتى خطاب سيد المقاومة السيد حسن نصر الله وقال القصاص العادل هو طرد القوات الأمريكية الإسرائيلية من المنطقة الذي هو بالأساس من الأهداف التي سعى لتحقيقها الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهما وتحرير الأمة العربية والإسلامية من الاستعمار والاستحمار، لقد كان باستطاعتهم اغتيال قيادات وشخصيات إسرائيلية وامريكية مهمة وبلمح البصر ولكن سببين مهمين الأول ما صرح به السيد حسن بأن كل تلك القيادات لاتساوي أحذية الحاج ورفاقه والثاني قيمهم التي تعلمونها من أمير المؤمنين عليه السلام فالقضية ليست قضية قتل وثأر من القتلة بل قضية تحمل مشروع إلهي رباني، صراع بين الحق والباطل، مشروع دولة العدل الإلهي المنشود.

كما صرح السيد حسن نصر الله بأن القصاص سيكون من العسكريين والجيش والقواعد الأمريكية وليس الشعب الأمريكي مطمأناً لهم عند إطلاقهم تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي ترجو وتتوسل وتلفت انتباه إيران بأن الولايات الزرقاء لم تنتخب ترمب ولم تبايعه بينما الولايات الحمراء هي من يجب أن تدفع ثمن دماء سليماني والمهندس وكل الشهداء.

والغريب في موضوع الرد والرد على الرد هو مواقف دويلات الخليج ممثلة بالإمارات والسعودية الذي اضحكني وابكاني في نفس الوقت والتي تدعو فيه إيران ” لضبط النفس ” وهم يقومون بحرب شعواء وترتكب أبشع الجرائم في يمننا الحبيب يمن الإيمان والحكمة بحجة محاربة إيران، ألم تكن إيران هدفها قصفوا وأحرقوا الشجر والمدر في اليمن، قصفوا المنازل المدارس المستشفيات صالات العزاء والاعراس… الخ، فلماذا لا يستغلون هذه الفرصة التي أتتهم على طبق من ذهب لمواجهة إيران بدلا من الخضوع والخنوع والوساطات والتهدئة وضبط النفس فجأة أصبحوا دعاة سلام، وفي حين آخر يهددون اليمن من أي رد انتقامي لاغتيال سليماني هنا تأتي المفارقة العجيبة والغباء المستفحل فتارة يقولون بأن إيران ضربت حقول النفط بقيق وخريص وينبع… الخ وليس أنصار الله واليوم يخافون ويحذرون من رد حوثي متناسين بأننا في حرب مفتوحة مع السعودية ودول التحالف ولنا حق الرد متى وكيفما نشاء.

والأغرب مع بعض مرتزقة اليمن وابواق العدوان حديثهم عن إدخال اليمن في متاهات اليمن في غنى عنها عند خروجهم بمظاهرات تنديدا لما قامت به أمريكا من عمل إرهابي وكأن اليمن تعيش السلام و رغد العيش منذ خمسة أعوام ولم يجعلوها بسبب خيانتهم ساحة لكل مرتزقة العالم وتناسوا أيضا أن الحرب ضد أمريكا وإسرائيل ودول الخليج التي هي فقط أدوات وساحات لتنفيذ أجندات ومصالح صهيونية وتحرير القدس هي قضية اليمن الأولى.

لا غرابة فقد شنوا حملة كذلك في مواقع التواصل الاجتماعي بأن حركة حماس أصبحت تعبد النار !! مستحمرين العربان فقط لأنهم استنكروا ونددو العمل الإرهابي الغادر معزيين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهذا المصاب وكأن رسالة محمد بن عبدالله صل الله عليه وآله لم تكن للأمة كافة ففي بلاد فارس انطفأت نار كسرى وبنجد والحجاز حطمت الأصنام والاوثان وفي اليمن كانت تُعبد الشمس وفي كل بلد كان لهم إله يعبد من دون الله حتى بعث النبي الخاتم صل الله عليه وآله فلماذا هذا الاستحمار والاستغباء المتعمد بأن إيران لازالت مجوسية ومن والاها يدور حول النار متى يفهم الناس أن العداء لايران ليس لأنها مجوسية كما يدعون أو لأنها شيعية بل لأنها تدعم كل من يريد تحرير القدس ويتبنى القضية الفلسطينية ويتبرأ من اليهود وأمريكا الشيطان الأكبر، هؤلاء الاعراب الحمقى أمراء البعران ليس لديهم من الإسلام سوى الاسم فقد باعو القضية والهوية والأرض والعرض وعبدوا ترامب من دون الله وقبلتهم البيض الأبيض ويسلمون الجزية لايفانكا وزوجها اليهودي الصهيوني.

You might also like