سليماني في ميزان الفضل وأمريكا رمادا في مهب رياح دمائه
إب نيوز ١٢ يناير
بقلم / منير الشامي
من وحي خطاب قادة عظماء
سيدون التاريخ ان الجريمة الامريكية التي اغتالت القائد اللواء قاسم سليماني والقائد ابو مهدي المهندس نقطة تاريخية فاصلة بالنسبة للوجود العسكري الامريكي بالشرق الاوسط، فبهذه الجريمة البشعة تخلصت الادارة الامريكية من قائد شجاع ومجاهد عظيم ونموذج راقي للقيادة الاسلامية التي تصنعها الثورة الاسلامية الايرانية وتخرجت من مدرسة الامام الخميني قدس الله سره لكنها فتحت بهذه الجريمة على نفسها ابواب جهنم التي لن تغلق دونها حتى ترحل بقواتها من كل قواعدها العسكرية في المنطقة
وهذا ما كشفه سماحة السيد عبدالملك قائد ثورتنا المباركة سابقا وأكده سماحة السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله قائد المقاومة اللبنانية في خطابه اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، وقد تناول في خطابه هذا جانبا هاما من حياة القائد قاسم سليماني وكشف تفاصيل دقيقة من مسيرته الجهادية، وأدواره العظيمة في دعم المقاومة اللبنانية الذي بدأ من عام ١٩٩٨ م على وجه الخصوص وعن ادواره الجهادية في العراق وسوريا ودعمه للعديد من الدول المناهضة للتواجد الامريكي
وأكد السيد حسن أن سليماني شريك اساسي في صناعة انتصار عام ٢٠٠٠م وواحدا من ابرز قادة ذلك الانتصار وصناعه المرابطين طيلة الحرب كما اضاف قائلا ان القائد قاسم سليماني له الفضل في دعم المقاومة اللبنانية وتحويلها من مقاومة قاصرة على العمليات العسكرية المحدودة الى مقاومة استراتيجية قادرة على تحقيق توازن الردع مع العدو الصهيوني، وتمتلك قدرات صاروخية متطورة واسلحة ردع هجومية قوية وقاصمة للعدو
مشيرا الى انه كان يحمل كل هموم المقاومة ويحل كل مشاكلها وسعى لتوفير كل احتياجاتها ومتطلباتها بما فيها اموال اعادة الاعمار لما دمرته حرب ال ٢٠٠٠م لكل جنوب لبنان والمناطق المتضررة الاخرى
مشيرا الى دور القائد قاسم سليماني في القضاء على قوات داعش الارهابية في العراق وفي سوريا وفي اربيل ومؤكدا أن الفضل في هزيمة داعش في العراق يرجع بعد الله الى هذا القائد العظيم الذي رابط في العراق وسوريا طوال سنوات المواجهة وتمكن من بناء و تنظيم الحشد الشعبي العراقي الذي خاض معارك المواجهة ضد داعش تحت اشرافه المباشر على مستوى كل خطوط المواجهة الامامية والتي انتهت بهزيمة داعش في العراق والتي لو انتصرت فيها لأستفحل خطرها وهدد كل دول المنطقة بما فيها دول الخليج التي دعمت هذه التكوين الارهابي.
وقال ايضا إن على. مسعود البرزاني ان يحفظ الجميل للقائد الشهيد سليماني والذي بادر لتلبية استنجاد البرزاني في وقت تخلى عنه الجميع في مواجهة داعش في اربيل وان على البرزاني ان يعلن ويفصح عن دور سليماني وماذا قدمه لأربيل .
وفي سوريا كشف السيد نصرالله عن تفاصيل دور القائد سليماني في دحر داعش منها والقضاء على تواجدها خلال سنوات طوال وأنه استطاع بحنكته وحكمته وجهادة ان يهزمها رغم الدعم الهائل واللا محدود الذي تلقته من النظام الامريكي ودول الخليج مؤكدا أنه لم يطلب لنفسه او لإيران اي طلب ولا وجه هو او ايران بأي توجيه لتحقيق مصلحة خاصة ابدا بل كان يصف نفسه بقوله انا خادمكم
وتسأل سماحته قائلا كيف تدعي امريكا انها تحارب داعش وتحارب تواجدها ثم تقدم على اغتيال القائدين اللذان هزما داعش في العراق وسوريا !!
وفي سياق حديثة عن الرد الايراني على هذه الجريمة الامريكية اكد سماحته على ان الرد الايراني بقصف قاعدة عين الاسد الامريكية ردا عظيما ووصفه بأنه مجرد صفعة كما وصفه سماحة قائد الثورة الاسلامية معتبر أن هذا الرد ليس سوى الخطوة الاولى من مسار طويل يجب ان يفضي الى القصاص العادل المتمثل برحيل ومغادرة القوات الامريكية وانهاء تواجدها من المنطقة تماما.
كما اشار سماحته الى ان هذا الرد له دلالات عظيمة واولها التأكيد على شجاعة القيادة الايرانية، وجراءتها في التنفيذ العلني وتلقين النظام الامريكي ضربة قاسية كسرت هيبته امام العالم، مستخدمة تكنلوجيا ايرانية متطورة ١٠٠٪ قرارا،وتصنيعا، وتنفيذا، ومؤكدا على ان هذا الرد يمثل رسالة للنظام الامريكي بقدرة ايران على قصف كل قواعده بالمنطقة، ورسالة للكيان الصهيوني تفصح بالقدرات الايرانية وان على هذا الكيان المجرم ان يأخذ كل تحذيرات قائد الثورة الايرانية على محمل الجد، ورسالة ثالثة لكل الانظمة المتعاونة مع النظام الامريكي بالمنطقة والعميلة له وان عليها ان تحذر من مغبة استمرارها في التعاون مع النظام الامريكي .
الجدير بالذكر ان السيد نصرالله اكد على ما اعلنه السيد عبد الملك الحوثي قائد ثورتنا المباركة في خطابه بذكرى الشهيد يوم امس الاول والذي كشف فيه بحقائق عظيمة عن محور المقاومة وهدفها الاستراتيجي المتمثل بإنهاء التواجد العسكري الامريكي في المنطقة وأن مواجهته دخلت مرحلة جديدة لن تنتهي إلا بانهاء الوجد الامريكي في المنطقة ، وهو ما يشير الى ان محور المقاومة في المنطقة والمدافع عن الامة يسير نحو توحيد كيانه وقيادته وتنظيم مقاومته وعملياته، وهو ما سينعكس بتنامي قدراته وتضاعف قوته في طريق المواجهة لإعداء الامة
وعن حشود التشييع للجثامين الطاهرة في العراق وايران والحشود المنددة في بقية دول المنطقة فقد اكد سماحته بأن هذه الحشود ارعبت امريكا واسرائيل وهزت كيانهما وانها كانت ثاني اكبر حشود مشيعة بعد الحشود التي شيعت الامام الخميني طيب الله ثراه
وخلاصة القول ان ما ورد في خطابي السيد عبدالملك وخطاب السيد حسن يؤكد للأمة أن محور المقاومة هو من سيرسم خارطة الشرق الاوسط الجديد ووفقا للرؤية القرآنية والنهج المحمدي الذي يفضي بإذن الله الى توحد الامة واعتصامها بحبل الله بإذن الله تبارك وتعالى وما ذلك عليه بعزيز .