الم يآن للعرب أن يحذوا حذو (الفرس)!!
إب نيوز ١٣ يناير
بقلم/إكرام المحاقري
من يقرأ العنوان ستنتابه حالة التعجب بهكذا مقارنة قد تكون مقبولة وقد تكون غير مقبولة، أما المحسوبين على الفئة التكفيرية سينعت قلمي بالمجوسي الرافضي ومن هذه المصطلحات ”الأمريكية” المطلية بطلاء الدين ”الوهابي” المتطرف وليس (الإسلامي) الحنيف.
لكنها الحقيقة الموجعة للعدو والقريبة إلى قلب من عرفوا خطورة المشروع ”الصهيوأمريكي” والذي شن على المسلمين عدوان ثقافي شامل سلبهم هويتهم الإيمانية وحرفهم عن عبادة الله تلك العبادة الصحيحة وقدم الشيطان بأنه ذات لسان حرية وقرار مكين، ومن هناك إلى تلك الحرب اللوجستية والتي هي الآخرى زرعت العداء مابين الدول العربية والإسلامية ولم يبقى سلام بنظرهم إلا بإشراف ”أمريكا”!! وآنى لعدوة الشعوب أن تحمل لواء السلام خاصة إذا كان من أجل قضية تهم كرامة العرب!!!
هناك من قدم الدولة الإسلامية (إيران) بأنها عدو وذات توجّه دموي وانها خطر يفتك بوحدة اأمة الإسلامية، وانها دولة ذات مذهب مناطقي لاتقبل بالمذاهب الآخرى وووالخ..
كل ذلك الى ان زرعوا ورسخوا هذه الأوهام في العقول العربية المسلمة وأصبحت النظرة (لإيران) بانهم عدو !!! وكل هذه الشعارات قد حاكتها مكينة طبع الأوهام الصهيونية من أجل حرف مسار الصراع وتمدد المشروع الإسرائيلي واستقرار كيان الاحتلال وتطبيع العلاقات الصهيونية مع الحكومات العربية العميلة وضمان السيطرة على (القدس) ، بينما العرب والدول الإسلامية حكومات وشعوب مشغولون بالصراع مع (إيران) !!! خاصة دول الخليج وماحولها.
لكن الدولة الإسلامية (إيران) في حقيقتها هي منبع للسلام والحرية ومنبع للثورة المقدسة التي ترفض العمالة والاحتلال سواء على مستوى الأرض أم القرار، كما أن هذه الدولة الفارسية ومع تعاقب الاحداث المريرة قد حفظت للأمة الإسلامية ماتبقى من ماء الوجه الذي أصبح على قاب قوسين أو أدنى من النشفان!!! لكن المطبعون والمطبلون لإسرائيل يقدمون إيران بانها خطر محدق بالإسلام وذلك من أجل تشتيت وحدة المسلمين تحت عناوين واحدة هي مناهضة مشروع دول الاستكبار العالمي.
وما المواقف الآخيرة للدولة الإسلامية (إيران) لهي عزة الدين وحرية الإنسان ومسار الصراط الذي هو سبيل الله ونهجه، تمادت ”أمريكا” علنا واشعلت فتيل النار باغتيالها الفريق سليماني والمهندس قاصدين إذلال إيران ودول محور المقاومة وزرع الرعب في أوساطهم، لكن ذلك الفتيل الذي اشتعل بارادة أمريكية لم ينطفى إلا بارادة إيرانية مقاومة، وكان مستقره عشرات الصواريخ البالستية في قاعدة ”عين الأسد الأمريكية” وبهذا الرد والردع اكتسرت هيبة أكبر وأعظم وأقوى دولة في العالم” أمريكا” وسارع رئيسهم المعتوه بالموافقة على المفاوضات مع إيران ومن دون شروط!! فهذه هي ”أمريكا” الذليلة بالعين المجردة لمن لم يعرفهم، لا يفقهون غير لغة القوة وهذا ماخاطبتهم به (إيران)
وفي حدث آخر بخصوص إسقاط الطائرة الأوكرانية في سماء إيران بالخطأ ، لم تتخبط القرارات الإيرانية ولم يتناقظ مصرحيهم العسكريين والسياسيين في نقل وسرد تصريحاتهم للعالم، ولم يختلف الأمر مع الرئيس ”روحاني” حيث قاموا بالاعتراف والإعتذار وتحمل مسؤلية ذلك الخطأ البشري وأيا كانت تداعياته السلبية عليهم، فاعترافهم بالمسئولية وتحمل النتائج قرار دولة شجاع، لم يصدر من أي دول أخرى اسقطت طائرات مدنية ولم تعترف ولم تعتذر.
(إيران) خلال أسبوع أمتلكت الشجاعة مرتين، الأولى لضرب أقوى دولة في العالم ”أمريكا” وهذه الثانية كما صرح محللون عرب وأجانب، بغض النظر عن جميع المواقف الإيرانية التي كانت عاملا رادعا لغطرسة ”أمريكا” وطفلتها المدللة ”إسرائيل” في العراق، سوريا وجنوب لبنان، وفلسطين، وعاملا مهما لصحوة الكثير من الشعوب العربية المسلمة التي سقطت في فخ ”أمريكا” الطائفي.
فالم يآن للعرب أن يحذوا حذو الفرس!!