ظل القائد .
إب نيوز ١٤ يناير
بقلم / عفاف محمد
انه الشهيد ابو حسن طه المداني
ومن منكم لم يمر عليه هذا الأسم او لم تتراى له صورة له تشع ملامحها نوراً وبهاء ..
هو ذاك القائد المحنك الذي تخرج من مدرسة حسينية بإمتياز ..مدرسة جهادية أضافت لحنكته وحصافته مهارات يصعب ان تتواجد إلا في أشخاص نادري الوجود ..
ومن خلال الأحداث المتسارعة و الانتصارات المبهرة التي تواترات في ساحة اليمن نلمس ان ثمة آيادي بارعة وخفية هي من تترك أثر طاغي وتساهم في خلق المشهد .
فهناك امور تدار نجهل نحن كأفراد شعب كيف خرجت للساحة بشكل يدخل البهجة والإطمئنان الى انفسنا ،فأنهيار اوكار الذئاب، وسقوط اقنعة المنافقين، وكشف خلايا هدفها الفوضى الخلاقة، لم تكن إلا بسعي دؤوب، وجهد حثيث من رجال بواسل يتقنون كيف يصنعون لنا الأمان .
كان الشهيد طه المداني بروية يعالج الأمور ويتدارك وقوع مالايحمد عقباه ..
وبين صخب الأحداث جهلنا خطواته المحرزة، وكلماتة النارية، ونظرته الثاقبة، وحدسه الصائب .
كان تحليه بالتواضع وعدم حبه الظهور هو ما جعل معالم شخصيته البارزة مخفية عدا ممن كان لهم به عهد قديم او صلة عمل ..
من خلال الفلم الوثائقي الذي تعرضه حالياً قناة المسيره تحدث عنه أشخاص مرموقون من أصحاب القرار، وهم ممن عاصروه، وعرفوا عن مواقفه العظيمة، وبالتالي نقلوها لنا بكل شفافية ووضوح، ومن خلال ماتحدثوه عرفنا اكثر عن هذه الشخصية الجليلة ذات السمات الرفيعة، والتي كانت سبباً كبير فيما نعيشه اليوم من عز وفخر ،وأحد
مقومات النصر الذي عشناه منذ أيام الإعتصامات، ومن ثم أيام ثورة الحادي والعشرين، وحتى مابعد العدوان ،وقبل كل ذلك كانت الحروب الست قد صنعت منه رجل بحجم وطن .
رجل له قدرات ومهارات مذهلة في الجانب الأمني والعسكري والتي بلورها في تحركات جدية اثمرت نصراً وفخراً وشموخ ،
وعلى أثرها توالت الإنتصارات ..
الشهيد طه المداني كان يهوى تربية النحل وهذا يعكس ويترجم شخصيته،حيث والإشراف على خلية نحل يوضح و بنسق عالي الوتيرة سمات قيادية ذات براعة لاتضاهى ،فمن له القدرة على ان يروض خلية نحل، له القدرة على أمور كثيرة، منها التعامل بصبر وتأني ،وإعطاء كل ذي حق حقه، من الأعمال اللازمة والمناسبة لطبيعته، وهذه الخلية تكاد تكون كثيرة الشبه بمعسكر يضخ حيوية وتفاني، ويستعر حماس وعنفوان ، وبمقدور هذا الشخص ان يقود هذا المعسكر على خير مايرام .
كان ابو على الحاكم والذي تطايرت سيرته العطرة وشخصيتة القتالية الفذة أحد رفقاه وممن رضع معه حليب البطولات، واعتركوا المنايا في سبيل اعلاء كلمة الحق، والكثير ممن كانوا إبان احداث صعدة حربة في حلقوم الطغاة ،
فتلك الأحداث اكسبتهم مهارات فائقة، وجعلت قدراتهم القيادية والقتالية تفوق ماتعلمه الغرب وغيرهم في اعرق المدارس التدريبية والمعسكرات والتي تخرجوا منها برتب ونياشين لاتساوي خبرة اسود الله في صعدة.
والحديث يطول عن هذه الشخصية الأسطورية فأياً كان لايستطيع ان يفيه حقه ..
كان المشروع القرآني هو من انتج منه هذا المجاهد والبطل العظيم، والرجل الاستخبارتي الرزين، فتلك المبادئ العظيمة صنعت منه رجل الملمات، وجعلت منه ذراع يبطش بكل من عارض المسيرة القرآنية، وتحنو على كل من ناصرها ..
انه رجل من اسود الله من ساوت انفسهم شموخ الجبال ووعورة الطبيعة التي سكنوها ..وهدوء الخبوت والفيافي التي تمازجت ارواحهم بها وهم يؤدون اعمالهم الجهادية العظيمة ..
وكان هذا الرجل الأمني والعسكري العظيم لم يكتفي بالجلوس في غرف العمليات وترك بصماته السحريه، بل انه كان ضمن الصفوف الأولية في جبهات النزال وكان يشرف على معارك عديدة، ويتقدم جموع المجاهدين الأشاوس، ويهبهم من فيض روحه المستميتة والمتشبعة إيمان دروس بليغة ..
وإن اردتم معرفة من يكون ابو حسن المداني فتطلعوا في كل المراحل التي مررنا بها وانبهرنا بعظمتها وارتقينا فيها ،تلك المراحل التي تحطم فيها جبروت المتغطرسين وفر فيها الجبناء خارج الوطن وكيف اندحرت وانهزمت قوى جبيرة ..ستعرفون حتماً ان الشهيد المداني كان له يد طولى في كل ذاك الفوز العظيم والذي كلل بفوز ابدي اختاره له الله وهو ان اصطفاه الله جل علاه ،لأن مكان مثل هذا العظيم ليس في الأرض بل في السماء بين الصديقين والأنبياء.