في ذكرى الخالدين
إب نيوز ١٤ يناير
بقلم / نوال أحمد
عندما نتكلم عن الشهداء تتواضع الأقلام تكتب خجلًا و يجف مدادها حياءً أمام عظمتهم ومقامهم الرفيع ..
في حضرة شهدائنا يسجد لهم الكلام خشوعاً وتمجيداً ؛ وتركع لهم الحروف بهاءً وتبجيلا ؛
في حضرة شهدائنا تُرتل الجُمل تراتيل الجهاد والاستشهاد في سبيل الله
ففي ثقافة الاستشهاد لغة لا يفهمها إلا من عزف على وتر الجهاد، وانتهل من منهال الشهادة وتشرّب ثقافة القرآن، واستقى من كأس العزة والكرامة التي سُكبّت على أرضنا بفضل دماء الشهداء الاطهار ..
ففي حضرة شهدائنا ..
نحط رحالنا حيث أرواحهم تُحلّق في فضاءاتنا وتحُفّنا كراماتهم من كل جانب من جوانب حياتنا، نركن صورهم على نواحي قلوبنا ،ونؤرشف وصاياهم في خلجات أفئدتنا لنحيا حياتهم؛ ونستنير بنورهم؛ ونُجسد أفعالهم وبطولاتهم ؛ لكي نقتفي خطاهم ونمضي بدروبهم ونواصل طريقهم ونكمل مشوار النصر الذي ابتدأوه لنا ؛ كتبوه بتضحياتهم ؛ وعمدوه بدمائهم الطاهرة الزكية.
في حضرة شهدائنا..
نستحضر ترحالهم ونضالهم جهادهم وانتصاراتهم ؛ نستلهم إيمانهم ووفاؤهم و إخلاصهم ؛
نستلهم عطاؤهم وإحسانهم . فهم الشهداء الأحياء الحاضرين بيننا من كانوا لا يرتضون الذل لمن ارتضاه ؛ وبفيض دمائهم الزكية صانوا كرامة أمة ووهبوا لها المجد والعزة والحياة.
شهداؤنا الأبرار هم من علموا العالم معنى الإيمان والثبات على الحق ؛ وأنهم من ينتصرون لذواتهم في الدنيا والآخرة ؛ هم من هزموا عالم الماديات وأثبتوا أنهم من انتصروا بالله وفازوا بما عند الله وأيقنوا أن ماعند الله خير وأبقى .
شهداؤنا هم مسيرة الإعلام وهم منبع الدين ورافعي راية الإسلام الحقة ؛ شهداؤنا هم حماة الدين ومنبع الحكمة ووصية الرحمن
شهداؤنا ياعصمة الأحرار ومركز الثوار وحكمة الإيمان الوضاءة ونجمة القرآن النورانية
فيامن رويتم تراب هذه الأرض بدمائكم الطاهرة المُطهرة، أنتم يامن جاهدتم في الله خير الجهاد حتى نلتم أعلى منازل الجنان، فأنتم الأحياء ومادونكم في دنيا الفناء أموات .
سلامٌ عليكم يامن جاهدتم وضحيتم وفارقتم الأهل والأحباب والأبناء ومضيتم مع الله وفي سبيل الله بائعين الأنفس في سوق التجارة الرابحة مع الله عز وجل وأعليتم الدين ورفعتم رأس الوطن عاليا.
شهداؤنا لقد عشقتم الشهادة والتحقتم بركاب الخالدين ؛أهل البيت العظماء الطاهرين و نلتم هذا المقام الرفيع.
فاليوم ونحن في حضرتكم ياشهدائنا العظماء نُحني رؤوسنا خجلاً أمام طهر أرواحكم لنكتب لكم عهداً ووعدا منا أننا نسير بدربكم لن نخلف العهد والوعد مادام فينا قلب ينبض.
فيا شهداءنا هنيئا لكم هنيئا. وعليكم منا ومن الله أعظم التحايا ؛ولكم وعليكم من كل شجر وحجر وبشر أزكى السلام وذكر الكرام وأشرف مقام
كلنا ماضون على خطاكم ياشهداء الحق الكرام
وسلام من الله عليكم وعلى كل شهداء الحق الخالدون.