صحفي ألماني يكشف الستار ويرد على ترويج توكل كرمان للعدوان على اليمن ويصف جائزة “نوبل” مروجة لحكومة هادي وأسئلة أخرى تضعها في إحراج كبير “التفاصيل”
إب نيوز 27 مايو
كلوزه : مقال توكل كرمان لا يهدف للسلام. إنه مجرد دعاية وترويج للحرب.
كلوزه :لا ينشأ السلام الحقيقي إلا من ضرورة الرغبة في فهم الطرف الآخر.
كلوزه :لا إيران ولا الحوثيون أحالوا الهياكل المدنية في اليمن إلى ركام وحُطام.ومن فعل ذلك هي دول مجلس التعاون الخليجي.
كلوزه :لم تذكر كرمان في مقالها ولا حتى نصف جملة عن تدمير نصف اليمن من خلال الغارات الجوية السعودية
كلوزه :انها توهم الناس هنا بأن حكومة هادي هي الوريث الشرعي لـ “ثورة” السيدة كرمان والتي أسميت بالربيع العربي في اليمن.
كلوزه :أصبحت الحائزة سابقا على جائزة نوبل للسلام مروجة بنسبة 150 بالمائة لحكومة هادي.
: برلين – (صحيفة در فرايتاج الألمانية، ترجمة: نشوى الرازحي – شمرنت) بقلم: ديتريش كلوزه
فيما يلي مقال توكل كرمان الحائزة سابقا على جائزة نوبل للسلام في صحيفة در تاجس تسايتونج الألمانية:
مناقشات سلام في اليمن والاصبع على الزناد
بقلم: توكل كرمان
لن ينهي الحرب إلا نزع السلاح من الحوثيين وعودة الحكومة. وماعدا ذلك هو خيانة للثورة.
إنه لمن المهم معرفة ما يلي في محادثات السلام التي بدأت في الكويت: لم تحدث الحرب في اليمن مع كل عواقبها المرعبة بسبب غياب التواصل، بل على العكس. لقد جرى بعد ثورة 2011 حوار مستفيض بين كل الأطراف والجماعات في اليمن- وشارك فيه الجميع.
ما تسبب في الحرب هو شيء آخر: أرادت أطراف الصراع شيئا مختلفا تماما. نحن، الذين ناضلنا من أجل الثورة، نريد دولة ديمقراطية، تفرض سيادتها في كل أرجاء اليمن وعلى كل المؤسسات الحكومية. دولة يدير نظامها بصورة سلمية جميع أصحاب المصلحة والحركات السياسية لبلوغ أهدافهم.
ووقفت ضدنا ميليشيا الحوثي، المدعومة من قبل إيران. واستولت على السلطة بالقوة. وهي لم تقصى من العملية السياسية ولم يحرم الحوثيين من حقوقهم الأساسية. زعيمها، عبدالملك الحوثي، قام في الواقع بعملية انقلاب وأطاح بالرئيس الشرعي، عبدربه منصور هادي. وبذلك تم تدمير عملية الانتقال السلمي للسلطة وتم الاستيلاء على المدن وتم إغلاق المراكز الإعلامية والحزبية وتم اعتقال المعارضين السياسيين والناشطين. حتى أنا تحتم عل الهرب من العاصمة صنعاء. وتوج الحوثي ابن عمه ليصبح رئيسا وابن عم آخر له نصبه كرئيس وزراء ووزع بقية المناصب على أقربائه الآخرين.شمرنت
لماذا هذه الخيانة للشباب اليمني، الذي خاطر بحياته من أجل بداية جديدة لبلدنا؟ يتصرف الحوثي بدافع من قناعة قوية وعميقة بأن عائلة الحوثي لها حق في مطالبتها بالحكم. فهي ترى أن حكم الشعب اليمني هو حق تاريخي لها، لأنها من نسل النبي محمد. وهم يعتبرون أنفسهم من الأخيار وذوي الرفعة. وهذه ادعاءات لا يمكن أن أصفها إلا بأنها عنصرية، ومن المؤسف أنه ما يزال يوجد مثل هذا الاعتقاد في القرن الواحد والعشرين.
الكفاح من أجل سلام دائم:
ونحن من واجبنا الكفاح من أجل سلام دائم – سلام يقضي بالفعل على أسباب الصراع. يتوجب ضمان حق الناس في تنظيم العمل السياسي في اليمن بدون تهديد العنف. وفي الوقت نفسه يكون من الواضح من يمثل الـ دولة: حكومة انتقالية، يتفق عليها الجميع ويشارك فيها الجميع شمرنت، بعد استفتاء دستوري وانتخابات.
يقول الحوثيون أنهم يخشون من أن يتم استبعادهم من العملية السياسية، لأنه ينظر إليهم على أنهم في غنى عن ذلك. ولذلك من الضروري أن يتم الضمان لهم بأنهم لن يكونوا مغيبين وبإمكانهم تأسيس حزب لهم، يعكس مصالحهم السياسية والثقافية. وفقط التكامل السياسي وحدة ما سيضمن الاستقرار لليمن.
وهذا يثير مسألة ما إذا كان يتعين علينا الاتفاق بشأن تشكيل حكومة انتقالية تضم الحوثيين. وجوابي هو: لا ينبغي أن نرمي بما قد تم التوصل إليه إلى البحر. فأولا، يجب تشكيل حكومة انتقالية شرعية تنزع السلاح من كافة الأطراف المتنازعة وتمارس سلطتها في جميع أنحاء البلد.
إنه من السذاجة أن نعتقد أنه بالإمكان تحريك هذه الخطوة لأن الحوثيين لديهم مخاوف من أن يتم الانتقام منهم، إذا ماهم سلموا السلاح في إطار عملية السلام كأول من يضع سلاحه. وهذا من شأنه أن يجعل من التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة جديدة أمراً أكثر صعوبة. أضف إلى ذلك: أن مثل هذه الحكومة الجديدة قد تكون تقريبا في أيدي الحوثيين. وبالتالي سيكون من المرجح أن لا يتم تسليم السلاح أبدأ. ووجود ميليشيا مسلحة كجزء من الحكومة من شأنه أن يحرك بصورة عملية “سياسة مع أصبح على الزناد”. إذ سيكون لديها مقاتلين في ساحة المعركة وفي نفس الوقت لديها رجال سياسة ببدلة وربطة عنق. ولن يكون لدى الشركاء السياسيين للحوثيين مطلقا إمكانية رفض أي مطالب لهم.شمرنت
وهذا سيكون وضع أسوأ من الوضع في لبنان. فقط للتذكير: للبنان تاريخ ديمقراطي طويل في الشرق الأوسط ولكنه اليوم يعتبر في الواقع دولة حزب الله ولا يوجد فيه رئيس ولا حكومة.
رفض كل عدوان:
أنا من دعاة السلام واعتقد جازمة بأننا قادرين على المقاومة بدون عنف. ومع ذلك، أريد من أولئك الذين ينتقدون تدخل دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، أن ينتقدوا شيء واحد: من هو ضد التدخل العسكري للتحالف العربي، عليه أن يرفض العدوان وانقلاب الحوثيين واعتقال لعشرات الآلاف من الناس. وعلاوة على ذلك، كان تدخل التحالف العربي الذي يريد إعادة الرئيس الشرعي هادي، مدعوم دولياً من قبل دول من ضمنها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا. دول الخليج نفسها، ترى أن أمنها مهدد من خلال مطامع التوسع لإيران، التي تدعم الحوثيين بالسلاح والخدمات اللوجستية.
ذلك فإن عملية السلام تتطلب رعاية وطنية ودولية. وقبل اتخاذ أي خطوة من هذه الخطوات، يتوجب الآن وفي البدء أن تسلم الأسلحة للحكومة الانتقالية وإخلاء الحوثيين المناطق التي قاموا باحتلالها، وذلك بالطبع تحت رقابة وضمانات أمنية كافية. يتوجب على الحوثيين أن يتحولوا إلى حزب سياسي. ومن ثم بإمكانهم المشاركة في عملية إصلاح مشتركة مثل حزب الرئيس السابق المخلوع، علي عبدالله صالح- وفي نهاية المطاف بإمكانهم المشاركة في حكومة مشتركة.
ولكن من الصعب تخيل حدوث كل هذا. فمواقف كل أطراف النزاع متباعدة. فقد زادت الحرب من المعاناة والفقر والحرمان لدى الشعب اليمني بصورة لا يمكن تصورها. والسلام الزائف لا يساعد أحد. وكأن الكفاح ضد الديكتاتور وثورة 2011، كان عبثا. السلام الحقيقي هو فقط ما سيقضي على البؤس المستمر وسيوفر الحرية والعدالة.
انتهى…
أصبحت الحائزة سابقا على جائزة نوبل للسلام مروجة بنسبة 150 بالمائة لحكومة هادي. ويبدو، من الناحية السياسية، أن الزمن عندها قد توقف عند عصرها الذهبي في العامين 2011/12. إنها توهم الناس هنا بأن حكومة هادي هي الوريث الشرعي لـ “ثورة” السيدة كرمان والتي أسميت بالربيع العربي في اليمن.شمرنت ومن المسلم به أن لا علاقة تُذكر لهادي بهذه “الثورة”. فقد عملت دول الخليج والولايات المتحدة الأميركية على تعميق هذه “الثورة” كتدبير مخطط له لضمان استمرار التواصل في البلد من خلال استبدال الرئيس صالح بتعيين نائبه هادي عن طريق إجراء انتخابات “ديمقراطية” كان فيها هادي المرشح الوحيد. وكان قد “انتخب” ليشغل المنصب لمدة عامين وامتدت فترة حُكمة لعام ثالث. بدأ شغله للمنصب في 25 فبراير2012. إذن، فمن المؤكد هنا أن “شرعيته” قد انتهت وهذه حسبة تتطلب رياضيات المرحلة الابتدائية فقط. إن “شرعية هادي” في الوقت الحاضر هي تماما مثل شرعية الرئيس الأوكراني يانوكوفيتش. فهو قد انتخب بطريقة ديمقراطية (ولكن الفرق هنا أنها كانت انتخابات حقيقية تنافس فيها عدة مرشحين)، وأسقط من منصبه بالقوة وطرد من البلد، وانقضت فترة حكمه في تلك الأثناء.شمرنت
هذا المقال لتوكل كرمان هو على الأرجح مناسب من حيث الوقت لتزامنه مع محادثات السلام الجارية في الكويت. فهناك يدور الأمر حول قضية كيف ومتى سيشارك الحوثيون في حكومة وحدة وطنية. حكومة هادي تريد طبعا أن لا يشارك الحوثيين في الحكومة بل والأكثر من ذلك أنها تطالب الحوثيين أن يستسلموا وبشروط. ولكن لماذا عليهم فعل ذلك؟ لماذا عليهم أن ينتحروا؟ بالإمكان قراءة الكثير مما يحدث من دمار في أماكن كثيرة في اليمن ومن شأنه أن يجيب على هذه التساؤلات في الصحافة التي تكتب عن اليمن. لم تذكر السيدة كرمان في مقالها ولا حتى نصف جملة عن تدمير نصف اليمن من خلال الغارات الجوية السعودية ولا عن فرض الحصار الهادف لتجويع نصف اليمن. مقالها هو مجرد تعليق من مستغل شماعة تحت مسمى مقال في صحيفة در تاجس تسايتونج الألمانية.شمرنت
بعد هذا المقال الحيادي إلى أبعد الحدود أريد أنا في هذه الصحيفة أن أنشر وجهة نظر الجانب الآخر. لا إيران ولا الحوثيون أحالوا الهياكل المدنية في اليمن إلى ركام وحُطام. ومن فعل ذلك هي دول مجلس التعاون الخليجي. وهم لم يتسببوا في فرض حصار بحري، صعب من إمداد معظم السكان بالإمدادات وهم لم يتسامحوا مع تطبيق السلفية العائدة للعصر الحجري في حضرموت. وكون القوى الغربية تدعم هذا كله فهو أمر غير مبرر من الناحية الأخلاقية. كما أن تزويد تلك القوى كل من المملكة العربية السعودية وقطر بالأسلحة أمر موضع جدل من الناحية القانونية.شمرنت
مثلما هو الحال في الحرب الأهلية السورية، أرى أن لدى العديد من ممثلي السكان السنة الليبراليين الرغبة في إعادة عقارب الساعة إلى زمن الربيع العربي في العام 2011 وتجاهل ما يحدث منذ ذلك الحين. في طريقة التفكير هذه كمن يدس رأسه في التراب مثل النعامة، ليس هناك خلافات طائفية، ولا قوى دولية وإقليمية تتصرف جيوستراتيجياً ولا ميليشيات إسلامية محلية وخارجية و جماعات إرهابية، ما يوجد فقط هو شعب ومستبدين، فقط راغبين في السلام الديمقراطي (هي نفسها) وغيرهم. وبالتالي مقالها لا يهدف للسلام. إنه مجرد دعاية وترويج للحرب. لا ينشأ السلام الحقيقي إلا من ضرورة الرغبة في فهم الطرف الآخر. وأنا في مقال توكل كرمان لم أجد شيئا من هذا.. وهذا الصحفي يارد مايرس علق على مقالها أيضا وكتب مايلي:المصدر:شمرنت
هل مصير كل من حاز على جائزة نوبل للسلام أن يتحول إلى محارب؟ عرفت السيدة كرمان على أنها وجه “اليمن الجديد” في العام 2011 وكنت متشككا قليلا عندما عرفت أنها على علاقة بحركة الإخوان المسلمين والشيخ حميد الأحمر (حزب التجمع اليمني للإصلاح)، الذي لم يكن ملفتا قبل ثورة 2011 بصداقاته مع الطلاب الليبراليين والنساء المتحررات. وأنا أعتبر أن خطوتهم المتمثلة بكيل اللعنات للحوثي من أجل السلام لا تؤدي إلى بلوغ الهدف.المصدر:شمرنت
من بين صفوف الزيود، الذين تنتمي إليهم عائلة الحوثي المعروفة، أتي أبرز الأمراء، الذين حكموا (شمال) اليمن حتى سنوات الستينات. في البدء بتكليف من العثمانيين وفي وقت لاحق، كانت المنطقة الجبلية في شمال غرب اليمن تشكل أهمية أقل بالنسبة للقوى الاستعمارية، ولم تكن إلا المنطقة الساحلية الجنوبية وحضرموت هي الواقعة تحت الاستعمار البريطاني وفيما بعد سلمت للاشتراكيين.المصدر:شمرنت
خاض الحوثيون منذ وقت طويل معارك مع الرئيس علي عبدالله صالح من أجل استقلال مطلق أو نسبي للمنطقة التي تضم كل من محافظة صعدة وحجة والجوف وأجزاء من عمران. ولم يقتحموا صنعاء إلا في العام 2014، بعد أن تم إطلاق النار على اثنين من مفاوضيهم في مؤتمر الحوار الوطني وقتلهما ولم تتحقق رغباتهم في المخطط الفيدرالي وتم ضم مناطقهم إلى أقاليم أخرى.المصدر:شمرنت
ونظرا لاستعداديتهم القتالية وقوتهم (المكونة من حوالي ما يعادل نصف الجيش القديم)، شكلوا عامل القوة ولم يسمحوا بأن يتم إبعادهم وإزالتهم. ولن يحدث ذلك إلا إذا أراد أعدائهم تسوية منطقة غرب اليمن بالأرض ودفع أرواح بضع ملايين من الناس كثمن لذلك.المصدر:شمرنت
وبالمناسبة، دعم إيران للحوثيين هو دعم هامشي جدا. وهذا ما أثبت في صحيفة الواشنطن بوست.
يا سيدة كرمان، إن استقلالية المحافظات الحوثية لا تتداخل مع الديمقراطية في اليمن. ولكن بدون هذه الاستقلالية، قد لا تتحقق الديمقراطية. فماذا تفضلين؟
المصدر موقع شمر نت الإخباري