ذكرى شـــــهيــد .
إب نيوز ١٦ يناير
بقلم/ رقية المعافا
*هُم رجالٌ لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا يُعانقون إحدى الحسنيين “نصرٌ أو شهادة” رجالٌ إن وطئت أقدامهم الأرض تزلزلت وخسفت بمن فيها رجالٌ توسدوا الأرض ليخبروها بهمسٍ وحنين لن يغتصبوكِ الأوغاد. وفينا عرقٌ ينبض …حينما تصبح الشهاده مطلب العشاق ، وسوح الجهاد .. ملتقى العاشقين للدرب الإلهي متلهفين ..يمضون كالشمس المشرقة بخيوطها الذهبية المتلألئة ليُشع طيفهم من خلف الأفق نورا وبهاء وطهرهم ونقائهم يعم الأرجاء.. من عمدوا الحرية بالدماء..*
*في قرية جبلية صغيرة حقولها تغطيها وتلالها حديقة للتنزه فيها سماءها الزرقاء الصافية ومسجدها الصغير الذي يضم جميع أهل القرية ..عاش المجاهد مالك عبدالله يحيى المعافا ، ونشأ في قرية ظلمان بعزلة بني أسعد جبل الشرق آنس التابعة لمحافظة ذمار ..من مواليد 1995تربى مالك في عائلة مجاهدة ومكافحة ونشأ نشئة إيمانية شغوفا بطلب العلم ومغرما بحب آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ..درس وتعلم في المدرسة الكائنة في قريته*
*إلتحق الشهيد مالك بالجيش واللجان الشعبيه وأخذ بعض الدورات العسكرية والثقافية ..وماإن انتهى من هذه الدورات حتى كانت بداية إنطلاقه ومرابطته في مدينة الشرق التابعة لمحافظة ذمار لتأدية الواجب الديني والوطني لملاحقة وضبط العناصر الإرهابية في الخطوط الرئيسية ..من كانوا يقلقون الأمن ويقطعون الطريق أمام المسافرين وتوقيفهم ونهب أموالهم فكان الفضل لله ثم الشهيد ورفاقه في إعادة الأمن إلى طريق المسافرين ..عاد الشهيد إلى ذمار ليكمل دوراته الثقافيه ثم ذهب الى البيضاء لأخذ دورة عسكرية مكثفة*
*الشهيد مالك اتصف بأخلاقه العالية وبابتسامته العالية التي يقابل بها كل من وجده لتصبح إبتسامته شمعة أمل تضيء قلوب اليائسين ،على نهج القرآن يمشي بين الناس فيوعي وينصح ويثقف ..كثيرا كان يقوم بدراسة القران وتلاوته ويحث إخوانه على الحفاظ على صلاتهم وإذا لم يلتزموا يضجر منهم ويعود لإقناعهم بالطريقة الحسنة*
*من بين إخوانه الخمسة كان أرحمهم وأكثرهم إهتماما بوالديه فكان دائما يتفقد أبيه حتى على مستوى الدواء ويذهب ويجول بين الذراري والتلال والحقول يمشي ليلاً إلى الوادي ليُحضر لأبيه العسل الطبيعي.. لم يشغله الجهاد عن والديه فكان دائم الاتصال بهم ليطمئنهم عليه وبدورهم يطمئن عليهم*
*قاتل الغزاة ومرتزقتهم في عدن ..عاد جريحاً في شعبان مصاباً برجله اليمين وقد جرح برصاصه جرّاء هجوم غادر إنتهى باندحار المرتزقة وكسر زحفهم وعند مغادرته المنزل في منتصف شعبان قبّل رأس والدته وأخذ بيده الحنون ليمسح دموع عينيها .. قائلاً : يماه لاتبكوا عليا أنا مسافر مع ربي …*
*إستمرت رحلة الجهاد على درب العزة ومن البيضاء تنقل من جبهةٍ إلى جبهة واستقر به المكان في أبين ..*
*فـــاز بالشهـــادة
*تحاصر الشهيد هو والمجموعة التي كانت برفقته ..قاموا بالتقدم ليزحفوا إلى عقبة لودر.. كان المقاتل الكرار الفارس المغوار تقدم ماثلا لقول الامام علي “لاأبالي أوقعتُ على الموت أم وقع الموت علي” حاملاً صواريخ”لوك ” وبدأ هجومه ضاربا على كل مدرعة تواجهه بيد من حديد بقوة الله وبأسه لسانه يلهج بالذكر وبفضل الله انتصروا وجروا المرتزقة أذيال الهزيمة والعار خلفهم .. استمرّ طيران الأباتشي بالتحليق فقام بضرب الأبطال فرداً فرداً ..استشهد سبعةٌ في تلك اللحظة .. كان مالك مع موعد مع الاصطفاء الإلهي وبعد الإنتصار على أرض الواقع انتصر مالك بالشهادة ، بالعشق الذي كان يطلبه ويتمناه*
*كنت يامالك ملاكاً على الأرض حتى اكتملت أجنحتك فحلّقت بها نحو السماآء ..الشهيد الغائب مفقود الأثر*