المستنقع الرهيب ..
إب نيوز ١٦ يناير
د.تقية فضائل
عند قراءة العنوان تتبدى في الذهن صورة قاتمةلمستنقع في بقعة من الظلام تعج به قاذورات وأوساخ تراكمت في غفلت من الزمن وروائح نتنة يفوح منها الموت ومكونات لزجة ذات لون أسود رهيب تجعل تلك الأجزاء كتلة مأسور بعضها الى بعض أسرا ﻻيمكن الفكاك منه ، تشمئز النفس وتشعر بالخوف والقلق لأنها تدرك حتما أن من الكائنات الأشد فتكا من تعيش في هذه الأرجاء الموحشة الغارقة في صمت الغموض ، ويستحيل التفكير في الخلاص كلما اكتملت الصورة بشخص يغوص في ذلك المستنقع وبينماهو يحاول الخروج يزداد جسده المحاصر انجذابا
إلى الأسفل أكثر وأكثر و ما هي إلا لحظات حتى ينضم الى مكونات المستنقع ليكون عنصرا فاعلا في ضم أعضاء جدد .
صورة تحكي واقع اليوم بجميع ملامحه المشوهة ، فالمستنقع يتسع ويتسع كي ﻻ يدع مجالا إلا وكان له النصيب الأوفر فيه.
ولمستنقع الأرواح هوة ﻻ قرار لها ، تستحيل معه الروح الى مسخ شيطاني يجرجر كل ماعداها الى الأسفل حيث الاستقرار في عالم السقوط الحقيقي حيث تغتال البراءة و يتهاوى التسامي ويدنس الطهر و تحل القيم والمبادئ في الخرائب المقفرة ، وتهيمن سلطة المستنقع ليغدو عالم السقوط عالما يحكم جميع العوالم بالعبثية الشيطانية
في هذه الصورة المعتمة المتماهية في الضعف والانكسار الانساني يتبدى نور الله الرحمن الرحيم الغفور -يتبدى -للتائهين ليطهر تلك الأرواح اﻵثمة بفيض الغفران والرحمة …يتقدمه قربان الندم والتوبة المتجردة من أي تقهقر أو التفاف ليضمها نور الرحمة والغفران بين جنباته فتدرك هذه الروح المنكسرة أنها وصلت الى الملاذ اﻵمن حيث ﻻ تطالها
سلطة المستنقع الرهيب..