ماذا جرى لنا ؟
إب نيوز ١٦ يناير
بقلم الشيخ عبدالمنان السُنبلي.
ونحن نتحدث عن الهوية اليمنية، لفت انتباهي أنه وأنت تتجول في أحياء وشوارع العاصمة صنعاء هذه الأيام وخاصةً في الفترة ما بين العصر والمغرب لطالما ترى شباباً أو أطفالاً يافعين يتجولون وهم إما حاضنين لجراء كلابٍ مهجنة يتبعهم لفيفً من الأطفال والهواة وإما سارحين بقطيعٍ من الكلاب اليافعة والمؤنقة يلفهم كذلك جمعٌ من الأطفال والهواة ومحبي الإستطلاع أيضاً !
طبعاً الأمر هذا ليس له علاقة بجماعة الرفق بالحيوان إطلاقاً ولا بجمعية الحفاظ على فصائل الكلاب النادرة وإنما هو ناتجٌ عن ظهور ثقافة جديدة ودخيلة على مجتمعنا لدى بعض المراهقين والمقلدين والهواة أفرزتها طبعاً ظاهرة انتشار الكلاب الضالة بشكل غير مسبوق في شوارع وأحياء العاصمة والتي طالما قد كتبنا محذرين ومنذرين من خطورتها وخطورة تداعياتها على أمن وسلامة وخصوصية مجتمعنا اليمني العربي المسلم المحافظ .
فقط ما عليكم إلا أن تفتحوا ما تصوره كاميرات المراقبة المنصوبة في الشوارع العامة وسترون بأم أعينكم قدر الكارثة وحجم المأسآة !
وليت المشكلة قد توقفت عند هذا الحد، بل أنها تزداد تعقيداً وخطورةً أكثر وأكثر وذلك بتسارع تفشي هذه الظاهرة وتوسعها وانتقالها بين أوساط الشباب والأطفال في آنٍ معاً لدرجة أننا قد بدأنا نلحظ ظهور سوق خاصة وتجارة رائجة لمثل هذه الأنواع من الكلاب بالإضافة إلى بروز مجالس ومنتديات من نوعٍ مختلف لا تنعقد إلا للحديث عنها وتداول ما استجد من أخبارها .
فمن المسئول عن هذا السُخف وهذا الإنحلال المجتمعي؟
هل هو الفراغ أم الأسرة أم التعليم أم السلطات النائمة على آذانها كما يقولون أم من يا تُرى ؟
وهل يتحتم علينا جميعاً اليوم أن نقف صفاً واحداً في مواجهة هذه الظاهرة أم أن الأمر قد فلت من عقاله ولم يعد بمقدورنا التحكم في خصوصية وثقافة مجتمعنا خاصةً في ظل الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم والذي جعل الواحد منا لم يعد يهتم حتى بنفسه أو بمن يعول ؟
بصراحة لم أعد قادراً على استيعاب شئٍ مما يحدث لنا اليوم سوى أن هويتنا وخصوصية مجتمعنا اليمني لم تعد بخير !
(جمعتكم مباركة)
#معركة_القواصم