شتائية في دفء الأعماق
د. تقية فضائل
بينما كنت غارقة في التفكير في هم أرقني، والبرديحكم سيطرته على كل شيء من حولي سمعت أصواتا حانية تندفق من الماضي الجميل تدنيني من جلسة سمر مع والدي الحبيب وسط أخوتي في غرفة من غرفات منزلنا القديم، وقد اخذ كل منا مجلسه ونفوسنا تتلهف لسماع أحاديث والدي وقصصه الشيقةو المثيرة تتردد معها ضحكاتنا في أرجاء الغرفة ونتجاذب الحديث حول ماتحمله من معان فنفسرها بعقولنا الصغيرة التواقة الى فهم ما يدور حولنا نعبر عن دهشتنا وأعجابنا و نتسابق في طرح الأسئلة ومعرفة الاجابة ، وكانت تعليقات والدي الذكية المليئة بالفكاهة تحفرلنفسها مكانا عميقا في الذاكرة لأنها ﻻ تخلو من فكرة تبحث لها عن موطئ أثر في عقولنا وأرواحنا ! .وهكذا تستمر الجلسة وﻻ نشعر بالوقت حتى نسمع صوت والدتي تدعونا بصرامة للذهاب إلى الفراش لأن يوم غد يوم دراسي ، وماكنا لنتحرك لوﻻ قول والدي: اسمعوا كلام أمكم معكم دراسة غدا!
فنذهب إلى الفراش حاملين معنانفوسا يملؤها الحب والحنان والسعادة والأحاسيس الجميلة . تنتظرنا.أحلام جميلة بريئة تصور لنا العالم القادم كما رسمه أبي
ويترسخ في أذهاننا الكثير مما تضمنته أحاديثه وحكاياته على أنه الحياة فعلا. و لم ندرك أن الغالي دائما يغرس في نفوسنا البراءة والنقاء وجمال الروح وحسن الظن وان كل شيء أمام هذه الأشياء يتراجع
ويخلي لها المجال مادامنا نحب ببراءة ونتعامل بنقاء وتتسامى أرواحنا على كل ما ينقص قدرها ويحط من شأنها فتحلق في عالم الجمال الحقيقي .
تمضي ساعات الليل باردة اﻻ في قلوبنا الدافئة ونستيقظ على صوت أحد والدي’ هيا صلاة الفجر قوموا’
#اتحاد_كاتبات_اليمن