عطاء من رحم التضحيات .
إب نيوز ١٨ يناير
بقلم / منير اسماعيل الشامي
برزت مواقف العطاء والتضحية للمرأة اليمنية الأصلية خلال فترة العدوان الاجرامي اكثر من اي وقت مضى ويعود الفضل في ذلك إلى الثقافة القرآنية التي احدثت تغيير جذري في نفسية المرأة اليمنية وسمتْ بها إلى اعلى مستويات الزكاء الروحي والنفسي، فتخلت عن حياتها السابقة التي اعتادتها لسنوات وربما لعقود وكان اهتمامها كله محصورا في التباهي بإقتناء الموضة من الملابس والزينة والميك آب وتفاخر كل مرأة امام قريناتها باحدث المقتنيات واحدث المنتجات والموديلات من الازياء والمجوهرات وبرمجت حياتها على مفهوم البريستيج والحفلات والتفاريط وقضاء معظم وقتها في متابعة برامج الفضائيات المعدة خصيصا لإستهدافها وإلهائها عن مسؤوليتها الأساسية في بناء المجتمع وحصر تركيزها في عناوين براقة تافهة واستنفاذ كل جهدها في أمور سخيفة تحت مسمى المرأة والجمال وجعلها مشغولة طوال وقتها في تلك الامور كالتنحيف، والريجيم والتخسيس وبياض البشرة وازالة الشعر من الجسم ومتابعة الازياء ومسارح العارضات والتكبير والتصغير والرياضة وما إلك إلا هيفاء …إلخ
هذه الامور التي استحوذت على اهتمام المرأة اليمنية وبغض النظر عما نتج عنها من مشاكل اسرية وخراب بيوت وتفكك اسر كانت حالة سائدة في المجتمع وكان من الصعب تعديلها او تخفيف حدتها وتلافي سلبياتها سواء على مستوى الاسرة او على مستوى المجتمع ، بدون الثقافة القرآنية التي عرفت المرأة اليمنية من خلالها موقعها الصحيح في المجتمع وأين يجب أن تكون وبمن يجب ان تقتدي وبماذا تتباهى وتفتخر وما هي مسؤوليتها الأساسية في المجتمع وكيف تؤدي دورها في بنائه بناء ًسليما وكيف تعد جيلا واعيا قويا قادر على مواجهة مؤامرات اعداء الأمة والانتصار عليها عسكريا وفكريا وثقافيا ، فتخلت بعد أن عرفت كل ذلك من منهج الثقافة القرآنية عن تلك الحياة الكئيبة نادمة على كل لحظة عاشتها بتلك الحياة وانطلقت استجابة لهدى الله لتحتل الموقع الحقيقي الذي يجب أن تكون فيه وتتحرك في مساراته، لتثمر جهودها ثمارا طيبة في كل ميدان من ميادين الحياة فأعدت الابطال من المؤمنين في ساحات البناء وميادين الدفاع ومواجهة اعداء الله، وحرضتهم على القتال في سبيل الله والاستبسال لنيل رضا الله، ودفعت بفلذة كبدها وحبيب قلبها وشقيق ظهرها ونور عينها للجهاد وشجعتهم على الثبات والاقدام لتحقيق النصر او نيل وسام الشهادة، وعادوا إليها شهداء فصبرت وشكرت واحتسبت وجسدت نهج الزهراء وموقف زينب وتحولت من التباهي بالحلي والمجوهرات إلى التباهي بإنفاقها دعما لرجال الرجال في الجبهات ، ولم تتوقف بعد بيع كل ما تملك عن دعم المرابطين بل تحركت لتحض على الانفاق واتجهت لتنتج منتوجاتها اليدوية، لبيعها وادخار ما امكنها ان تتدخر من ثمنه وتشتري بما تبقى مواد منتوجها لتستمر في انتاجه وتنفق ما توفر من ثمنه بقوافل غذائية للمرابطين من صنع يداها وهي تستشعر تقصيرها وتبكي حزنا لقلة انفاقها
وتلك هي واحدة من ثمار الثقافة القرآنية في خلق النفس العظيمة للمرأة اليمنية التي جعلتها تصنع العظماء والمبدعين، وترقى إلى درجات الجود والكرماء، وتُعزز الصمود وتضرب اروع الأمثلة بالصبر والثبات والتضحية والعطاء.
فكان عطاءها وما زال (عطاء من رحم التضحيات ) وهذا العنوان هو المسمى الحقيقي لعطاء المرأة اليمنية وبذلها ولست من اخترته، ولكنه اسما لواحدة من قوافل عطاء المرأة اليمنية وتضحياتها ستنطلق يوم الاحد ١٩ /١/ ٢٠٢٠م وقد اخذته عنوانا لمقالي هذا لواقعيته ، وهذه القافلة(عطاء من رحم التضحيات) قافلة مقدمة من الهيئة النسائية الثقافية العامة بثلاث قرى وحارة واحدة تابعة لعزلة السدة او ما يطلق عليها المربع الشمالي بمحافظة اب والتي تضم مديريات (السدة ويريم والنادرة ) ومن ثلة قليلة جدا من نخبة نساء جسدن المرأة اليمنية في ظل الثقافة القرآنية وهي نخبة لا تتعدى نسبتها ١٪ من عدد النساء بالمديريات الثلاث، وجميعهن من الأسر البسيطة والفقيرة التي لها مجاهدين وشهداء في مختلف الجبهات فسلام الله على نفوسهن العظيمة بالجود والعطاء والتضحية والسخاء والمليئة بالايمان واليقين ، وبنور القرآن المبين .