حاصَرُوني ….. شَدَّدُوا طَوقَ الحِصار..للشاعر عبدالحق الشرفي  .

إب نيوز 28 مايو
حاصَرُوني ….. شَدَّدُوا طَوقَ الحِصار

أغلَقُوا الميناءَ – كي أقتاتَ جُوعي – و المَطَار

أَمطَرُوني لَهَباً صُبحَ مَساء قَصَفُوا حَولي المباني و الجوامع و المشافي و المصانع أَحرَقوا البُنَّ و أعنابَ المَزارِع قَتَلوا الأطفالَ و اغتالوا النساء

نثروا الأشلاءَ نثراً في الشوارع ضَرَبُوا نِصفي بِنِصفي ملأوا بالحقدِ أحشائي و بالأوساخِ كفي قَصَدُوا تمزيقَ صَفِّي باسم سُنِيٍّ و شِيعيٍّ و صُوفي ..

حَسِبُوا نقطةَ ضَعفِي هِيَ تجويعي .. و تمزيقي .. و قصفي و بهذا لن يَطول الانتظار !!!

بوضوحٍ واختصار ..

خايروني بين أن أحيا بِذُلِي في سُّكوت أو بموتي تحت أطلال البيوت

غير أني – رغم ذلك – لم و لن أُبدِي رُضوخا و شُموخي لم يزد – في وجههم – إلا شُموخا و كذلك …….

ها أنا مازلتُ حيّا

ها أنا .. صوتي يُدوِّي فوق أصوات المدافع هم أرادوا أن أموت …

غير أني لن أموت …

لن أموت ..

كل حُرٍ و عزيزٍ و شريفٍ لا يموت …

يا دُويلات التَّجني و الضِّرار ..

يا مَغُولَ العصرِ هذا و التَّتار

فاجهَدوا ما تَجهَدوا .. و احشُدوا ما تحشُدوا ..

لن تزيدوا غير ذُلٍ واحتقار .. و سُفولٍ و انحدار سوف أبقى هاهنا ما الليلُ باقٍ و النهار رغمَ طُولِ القصف ..

رغم الجوع ..

رغم الخوف ..

رغم الاحتضار

سوف أبقى رغم أنفِ الظالمِ الباغي أخُطُّ الإنتصار

سوف أبقى .. و سيبقى القَول قولي و القرار

و كما كنتُ و لازِلتُ كبيراً ..

سوف أبقى رغم أوجاعي و آلامي و أحزاني كبيراً ..

و كما كنتم و لازِلتُم صغاراً .. سوف تبقون صِغاراً و تظلونَ صِغاراً ..

مثلما كنتم و لازِلتُم صِغاراً .. يا صِغار .

 

You might also like