ماهو الدور المجتمعي تجاه أسر الشهداء :
إب نيوز ٢١ يناير
قليل بل قليل جدّا ما يقدّمه المجتمع لأسر الشّهداء و لا يكاد يُذكر ، بل إنّ الدّولة هي الأخرى لديها قصور و تقصير في ذلك رغم اعتماد راتب شهريّ لهم و هذا لا يكفي ، و ربّما ليس بالمستوى الذي يحثّ و يشدّد عليه السيّد القائد /عبدالملك بن البدر الحوثي ( حفظه اللّه ) ، و بالعودة للدّور المجتمعي الذي يُقدّم في أسبوع الشّهيد فهناك حركة كالموسميّة بحلول أسبوع الشّهيد من كلّ عام تتمثّل في زيارة أسر الشّهداء ، و في أخذهم رحلات إلى منازل و روضات الشّهداء ، و هذا لا يكفي ، فعلى مستوى القافلات التي تُحشد إلى نيّة الشّهيد نرى أنّ همّها و مسؤوليتها يقع على أهل الشّهيد في حين يغيب دور المجتمع و منه التّجّار الذين من حقّ الشّهداء أن يحظوا باهتمامهم ، و ليس فقط التّجّار ، فكلّ فصيل من المجتمع يهنأ و يعيش بأمن و سلام إنّما هو بفضل هذا الذي بذل روحه و أرخص دمه ليأمن مجتمعه من سفك الدماء و من سيطرة المسوخ البشرية التي تؤدبهم أمريكا بعصاها فلا يحسنون سوى البطش و القتل و انتهاك الأعراض، و لنا شواهد في المخا و الجنوب و كلّ مناطق احتلال الأرض فهناك عيش غير مطمئن ، بينما في مناطق حكم اللجان الشعبية و الجيش ينعم الجميع بكل أمن و سلام ، و الفضل للشّهداء بعد اللّه .. لكنّي و من واقع هذه الأسر للأسف لا أجد إلا دعوتهم في ذكرى الشّهيد و عمل رحلات لمزاورة قبور أبنائهم و إقامة ندوات عن الشّهيد كانت يجب أن تتكثّف و في أوساط فئات المجتمع كلّه خاصّة المنكر و الجاحد لهذا السّخاء و البذل و العطاء و ذلك عبر الخطاب العام فمثلا خطيب الجامع في منبره ، و الأكاديمي في مدرسته أو جامعته و الموظف في مقرّ عمله ، و هكذا ،،
لابد أن تتكلم أمهات الشّهداء و أباء الشّهداء على منابر العلم في الجامعات و في المدارس في الإذاعات المدرسيّة ؛ ليعرفهم المعلّم الجاحد و المعلمة الجاحدة و الطالب الجاحد الذي اتيحت له فرصة التّعلم بفضل جاره و ابن عمه و الذي كان يجلس بجواره على مقعد الدرس و لكنّه كرّ إلى ساحات الشّرف فقضى و ترك مقعده خاويا فارغا لن يملؤه سوى ذكرى حياة سرمديّة ،،
لابدّ أن ينصت المجتمع لذوي الشّهداء ليقصّوا للنّاس حكايا فلذاتهم الذين هاجروا للّه و رسوله إلى جبهات لا تليق إلّا برجال صدقوا ماعاهدوا اللّه عليه ،
نعم لعلّ خطاب أقارب الشّهداء في الأماكن التي تكتظّ بالقلوب و العقول هو الأسهل و الأسرع في تبيين الحقائق عن كرامات أولئك الأبطال ، و حثّ المجتمع على المشاركة في صناعة النّصر بدفع الرّجال لجبهات البطولة و لمن يهاب القتل في سبيل اللّه فليتصرّف بأضعف الإيمان ، و هو عدم التّحريض و تناول من يدافعون عن الأرض و العرض ،،
لابدّ أن تلقي زوجات الشّهداء دروسا في تلك الصّروح العلميّة ليفهم من لازال يصرّ على عدم الفهم .. لمن يجعلون أصابعهم في آذانهم ،،
لابد أن تصل حكايا الأبطال لكلّ فرد في المجتمع ليس للرّياء و لكن لتعجيل النّصر فلو عرف العالم قيمة الشّهداء و حجم تضحياتهم لثمّنوها ، و ماعاد من مثبّط عن القتال في سبيل اللّه ، و لعلّ هذا التّعريف بالشّهداء ممّا يجب على المجتمع أن يمهّد و يقدّم له ، و غير ذلك كتخصيص وقت لمعاودتهم في غير أسبوع الشّهيد و كذا تحديد و تجميع مبلغ من المال من المقتدرين و إهداء أسر الشّهداء ، أو التّعاون مع تجّار و تفقّد المحتاجين من أسر أولئك الأبطال الذي بذلوا الأغلى و هي الرّوح ،،
و لكلّ طاقته و فكرته في المبادرة لإكرام الشّهداء بإكرام أُسرهم ، فلتُطلق الحريّة الكريمة و التي لاتزال بخيلة أمام أسر قدّمت رجالا في أزكى أرواحهم ، و أسماها و سموّها ، و السّلام .
أشواق مهدي دومان