انحياز الأمم المتحدة لتحالف العدوان أهم عوامل استمرار الحرب علينا .
بقلم/ منير اسماعيل للشامي
لم يعد خافيا بعد مضي خمسة اعوام على عدوان تحالف الشر والاجرام الدولي أن الأمم المتحدة شريك في هذا التحالف، وأن التحالف استخدم الأمم المتحدة طبقا لما يتوافق مع مصلحته، من بداية العدوان وحتى اليوم وهو ايضا من كان ولا زال يوجه تحركات المبعوثين الدوليين ويحدد خطوات سيرهم، ويملي عليهم ما يشاء في احاطاتهم قبل اعلانهم لها في مجلس الامن
وهذا الأمر واضح جدا لكل من يتابع تصريحات مبعوث الامين العام للأمم المتحدة مارتن غريفث التي ادلى بها في اليمن بعد كل لقاء له مع السيد قائد الثورة ويقارنها مع ما تضمنته احاطته امام مجلس الأمن كل مرة فسيلاحظ التناقض العجيب بين ما قاله في تصريحه باليمن وبين ما قاله في احاطته امام مجلس الأمن التالية لعودته من اليمن في كل مرة ، ما يشير إلى أنه يقول تصريحه في اليمن عن قناعة شخصية وبحرية مطلقة وارادة ذاتية لا يتمتع بها امام مجلس الأمن.
في احاطته الأخيرة اشار الى ان الأمور التي تجري على الساحة اليمنية تسير نحو الأفضل وأن الأوضاع تتحسن عما كانت عليه سابقا والحقيقة ان العكس هو الحاصل فالأوضاع تسوء اكثر على الساحة اليمنية خاصة مع استمرار العدوان بإحتجاز السفن التجارية واتجاهه نحو التصعيد العسكري في مختلف الجبهات وعودة قصف طيرانه في العديد من المحافظات، وهذه مغالطة واضحة لا نعرف ما هو الهدف منها .
تنصل الامم المتحدة عن تنفيذ التزاماتها واستمرار مراوغتها في ذلك خصوصا ما يتعلق بميناء الحديدة واعادة تأهيله لإستقبال السفن وتفتيشها من قبل فريق التفتيش الأممي في ميناء الحديدة بدلا من تفتيشها في جيبوتي لتحقيق السلاسة في تدفق المواد الغذائية الأساسية والأدوية والمشتقات للتخفيف من حدة الكارثة التي يعيشها الشعب اليمني هو الآخر تأكيد على أن الامم المتحدة تتحرك فقط على المسارات التي يرسمها لها تحالف العدوان بزعامة النظام الصهيو امريكي وهو ما يحول دون وفاءها بما تم التوقيع عليه والتزمت به امام العالم في اتفاق استوكهولم الذي مر عليه عام كامل ودخل في عامه الثاني .
عدم قدرتها على إلزام مرتزقة العدوان بالوفاء والسير بالخطوات التي يتم الاتفاق عليها مع اللجان التي تمثل الجانب الوطني من حيث اعادة الانتشار الى النقاط التي تم الاتفاق عليها وكذا الزامهم بوقف خروقاتهم التي لم تتوقف على مدار الساعة يؤكد أن الأمم المتحدة طرفا غير محايد في رعاية الاتفاق بل تعتبر طرف منحاز انحياز علني الى جانب تحالف العدوان
وهذه هي بعض الامثلة التي اوردناها على سبيل الاستدلال والتأكيد على عدم استقلالية الامم المتحدة بالنسبة للملف اليمني وهذا يعني أن القاضي غريم بجانب الخصم ما يؤكد للمرة الألف أننا قيادة وشعبا لا نعول ابدا على الأمم المتحدة في تحقيق اي تقدم نحو السلام العادل ولن نعول عليها في أي أمر في ظل الهيمنة الأمريكية عليها والذي اخرجها تماما عن دائرة الاستقلال .
وما استمرار قيادتنا في مجاراة الأمم المتحدة إلا من باب التأكيد على حسن نوايانا وعلى رغبتنا الحقيقية في الوصول إلى السلام العادل والمشرف، وهو في ذات الوقت تأكيد على ان المواجهة والصمود هو خيارنا الوحيد بدون السلام العادل وأن على تحالف العدوان والامم المتحدة أن يعلموا أن الإستسلام غير وارد ولا وجود له في كل قواميسنا أيا كانت النتائج التي تتمخض عن هذا الموقف الاساسي والمبدئي لليمنيين قيادة وشعبا .