رفقاً بالقوارير .

 

إب نيوز ٢٢ يناير

بقلم/حليمة الوادعي.

رفقاً بالقوارير ليست عبارة عن حديث نحاول نشره حتى تزداد الفتيات تسلطاً على غيرهن من الرجال،، وليست عبارة عن كلمتين ينطق بها في المواقف التي تظلم فيها المرأة حتى يتذكر الظالم حقها وكيأنها.

فالمرأة هي التي لابد أن يكون لها كيانها الحاضر في كل مواقعها ليس كونها إمرأة فقط بل كونها الأولى في جميع الأمور،، فرفقاً بتلك الطفلة التي وُلدت حتى تكون فخراً لعائلتها ومفيدة لوطنها،، فهل من الإسلام أن يعيب البعض ولادتها كونها أنثى؟!
ويرقي عليها الذكر فقط لأنهُ سيجلب لوالده أحفاد يحملون اسم جدهم.

رفقاً بالفتاة التي تريد أن تتعلم وترى أنها تستطيع أن تحدث تغير ملموس في المستقبل يجعل كل شيء يكون أفضل بإذن الرب،، فأين الحق في حرمانها من تلك الأحلام وجعلها فقط ككائن يولد ليعيش مجهول الكيان ومسلوب الإرادة؟!

رفقاً بالأخت التي تبتسم دائماً لتقول الحياة جميلة وتستحق منا الصبر والمقاومة،، فتساعد الأهل وتوفي لصديق وتجلب الفرح لقلب كل قريب،، فهل يعقل أن تهان من قبل الأخ كونهُ الأكبر ، ثم يتم التحكم بها وكأنها عبارة عن دمية يحركها كيفما يريد؟

رفقاً بزوجة رفعت مقام زوجها باحترامها وأخلاقها،، وحافظت على بيته وعرضه وجعلته سيد قومه بتصرفاتها وكلامها،، فأي وجه ذلك الذي يمتلكهُ الزوج حتى يلقي عليها الضرب والإهانه ويسممها بكلماته الجافه وكأنها عبداً تملكها بعقده وزواجه؟

ثم رفقاً ألف مره بكل أم حملت وأنجبت،، سهرت وتعبت،، رفقاً بقلبها وروحها وجسدها،، رفقاً حتى على عيناها،، فأي أنواع الجحود الذي يمتلكهُ الأبناء لعصيانها وتقليل مكانتها؟! وأي ذنب فعلت حتى تكون هذه هي نتيجة ماقدمتهُ وفعلتهُ.

الرفق لا يكون مقصوراً على موقع واحد للمرأة دون الآخر،، بل الرفق في كل مواقعها وظروفها فهي التي إذا بذلت لها كلمة تجبرها تبرعت لك بكوكب تعيش به،، وإذا سندتها بنصيحة تساعدها صنعت لك من أضلعها جسر تسير عليه،، وإذا تسللت إليها لتزيل حزنها وهبتك من السعادة مايكفيك للعمر بأكمله،، فارفقوا بهن لتنعموا بوجودكم.

.

You might also like