لِنكُن شُركاء في النصر .

إب نيوز ٢٧ يناير

كتبت/سـارة الـهـلانـي

في ظل استمرار العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا المعركة معه هي معركة نُصرة دين وإرادة الإباء وقوة الردع ومصير الوجود ، وماتحقق إلى اليوم هو تغير مسارات الحرب لصالحنا ولله الحمد على حساب تراجع العدو..
وماذا بإمكان عدونا أن يفعل فوق ماقد فعل؟
إذ ماعاد له أمل إلا تخاذُلنا وتفريطنا وتنازعنا وتقصيرنا إزاء مسؤوليتنا الأولى وقضيتنا الأهم *(الجِهاد في سبيل الله)*
وماذا ينقص العدوان الأمريكي السعودي لكي ينتصر؟!!
لا ينقصه عتاد أو زيادة عدد أو أموال ، لاينقصهُ شي من كل ماقد يمنحه النصر إلا أنه على باطل وعلى نيران الضلال والافساد.

ونحن أهل الحق نملك أعظم مافقده قادة العدوان الأمريكي السعودي وهي (قوة مالك السموات والأرض ونصره ) .
*﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُم﴾* نصرُ اللهِ الذي لايُشترى بكثرة أموال ولايؤخذ بقوة ولا يُمنح لكثرة عدد ، فما أحوجنا لثقافة النصر والإيمان به كوعد إلهي للمؤمنين !
ونصرُ الله لاشك في تحققه إذا ماتوفرت شروطه وعوامله ولكي نفهم متى وكيف ننتصر بإذن الله علينا فِهم السُنة الإلهية في مايؤهلنا ونستحق به النصر وواجبُ عليا وعلى الجميع التواصي بآيتين كريمتين جمع الله فيها عوامل النصر الأساسية قال تعالى : *﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ※ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾*

☆ العامل الأول : *﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا﴾* وهو العامل الأساسي الإيمان العملي الذي لايُعتبر إيماناً إلا إذا انعكس واقعاً حركة في مقارعة الباطل فالله جعل النصر استحقاقاً لمن يتصفون بالإيمان العملي المتحرك الذي امتزج بهم وهو دافعهم في سبيل الله.

☆ العامل الثاني : *﴿إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً﴾* وهو مواجهة أعداء الله والجهاد في سبيل الله فالحديث عن النصر من حيث المبدأ يتحتم علينا المواجهة مع أعداء الله والتحرك لخوض غِمار المعارك ضدهم ؛ فلا محل للنصر إلا الميدان وهو ميداننا جميعاً رجالاً ونساءً وفي كل المجالات واجب علينا مواجهتهم.
وبين العاملَين نستلهم قول الإمام علي بن ابي طالب:((لا يصبر على الحرب ويصدق في اللقاء إلا ثلاثة: مستبصر في دين، أو غيران على حرمة، أو ممتعض من ذل)).

☆ العامل الثالث : *﴿ فَاثْبُتُوا﴾* الثبات وهو حالة استقرار إيماني واطمئنان من منطلق ثقة مُطلقة بالله الأجدر أن تزداد وغير قابله للنقص ، ومن المعرفة الصحيحة بواقع العدو الهش فللثبات الإيماني والمعنوي معادلة تُولد الثبات الميداني.

☆ العامل الرابع : *﴿وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا﴾* ذِكر الله الدائم عملية يقتضيها الإيمان ولها علاقة مُباشرة بمسألة الثبات والنصر فالمُجاهد يُقاتل لِتكون كلمة الله العليا وضروري أن يكون المؤمن المُجاهد في حالة التجاء دائم بالله واستقواء بذكره في حين يواجه شدائد المعارك.

☆ العامل الخامس : *﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَه﴾* وطاعتهُما هي المسارعة فيما يُرضيهما وأكثر مايرضي الله ورسوله هو الجهاد ، بذل الأنفس ، الإنفاق، العطاء ، واجتناب المعاصي بكل أشكالها لاسيما ونحن في جِهاد ضد أرباب الإفساد الأخلاقي ونشر الإلحاد.

☆ العامل السادس : *﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾* ونحن أحوج مايكون لوحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية لتكون جبلاً من المِنعة والاعتصام فتتحطم عليه كل مكائد ومؤامرات الأعداء ، ولنلاشي أي تنازع بيننا بثقافة القرآن وأخلاقه فالتنازع يسلبنا جزء كبير من الوقت والجهد والامكانات في صد العدو ونخسر التأييد الإلهي.

☆ العامل السابع : *﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾* أهم مايجب أن يُلازمنا هوالصبر ، التحمل في ميدان العمل وواقع الأعباء الجهادية وليس كما يعتبره البعض القعود والتفرج على قصف ومجازر العدوان ؛ بل انه قوة وكسر لإرادة العدو يقي الساحة الجهادية من الوَهن والضعف والإستكانة قال تعالى :﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِـمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾
ولأهمية الصبر في مسألة النصر ومبدأ الغلبة إذ أن الجهاد ابتلاء للناس وماأحوج الإبتلاء للصبر على الجِراح والمُعاناة والتضحيات والشهداء قال تعالى *﴿وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾*

وكفى بآيات الله هادياً لسُبل السلام والانتصار *﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَـمَّا يَعْلَـمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَـمَ الصَّابِرِينَ﴾*

وواضح في الأحداث المُعاصرة وتاريخ الجهاد بأن كُلفة وضريبة الجهاد قليلة مُقابل كُلفة وضريبة الاستسلام والخضوع والهزيمة والتخاذل والتفريط وإن حسبنا المسألة بمبدأ الرِبح والخسارة سنجد أنفسنا رابحين ونحن في خط الجهاد ومناهضة أمريكا وإسرائيل ، جميعنا ننتظر نصرُ مُبين وكبير ونحن في رحى انتصارات يومية يقابله قصور منا وتفريط سيشفِ الله صدور قومً مؤمنين ولا يستوى المجاهدون والقاعدون ومن ينفق قبل الفتح ومن ينفق بعده.

الخلود للشُهداء العُظماء
الشفاء للجرحى النُبلاء
الحُرية للأسرى النُجباء
النصر للمجاهدين الشُرفاء