قراءة سريعة في خبايا (صفعة القرن).
إب نيوز ٢٨ يناير
بقلم/ الشيخ عبدالمنان السُنبلي.
عندما اصطحب ترامب ابنته إيفانكا أثناء زيارته للمملكة السعودية لم يصطحبها طبعاً معه لأنه لا يطيق لها فراقاً ولا بونا أو لكي تظفر ببعضٍ من هبات ومنح صاحب الجلالة والتي لا تقل عن مائتي مليون دولار أمريكي لمن هي بمثل إيفانكا ولا لكي يمنحها فرصة مشاهدة رقصة (العرضة) عن قرب .
هو لم يصطحبها معه أيضاً لكي يستعرض محاسن وجهها ورشاقة قوامها على العرب لعلمه أنهم لا يفتنون بشئٍ كما يفتنون بالجميلات ولا ينثرون أموالهم بسخاءٍ كما ينثرونها على رؤوس الحسناوات .
هو في الحقيقة لم يصطحبها لشئٍ من ذلك كله، وإنما اصطحبها لحاجةٍ في نفسه قضاها !
طبعاً الجميع يومها سلطوا أضواءهم وركزوا كل اهتماماتهم على ظُرف ولطف وحسن ورشاقة وأناقة إيفانكا، ولو سلطوا الضوء قليلاً على من جاء رفقة إيفانكا لعرفوا ربما سر وجودها ومجيئها رفقة أبيها .
من المعلوم أن ترامب قد صحب معه في تلكم الزيارة إضافةً إلى ابنته ايفانكا رجل الأعمال اليهودي المتصهين جاريد كوشنر، فمن يكون هذا الرجل وما طبيعة عمله ودوره في هذه الزيارة المشبوهة لمملكة النفط يا تُرى ؟!
جاريد كوشنر بالإضافة إلى كونه زوج إيفانكا فإنه يعمل مستشاراً للرئيس الأمريكي ترامب وهو الشخص الموكل إليه مهمة التحضير والإعداد لتنفيذ ما يُسمى بصفقة القرن .
طبعاً يعتقد البعض أن زيارة كوشنر إلى السعودية هذه قد جاءت للتشاور حول ماهية وكيفية وآلية تنفيذ هذه الصفقة التي ظاهرها إقتصادي وتخفي في باطنها (بلاوي زرقا) على رأي إخواننا المصريين، والحقيقة هي أنها جاءت للإحتفاء بالإنتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من برنامج هذه الصفقة المبهم، فماهي المرحلة الاولى من تلكم الصفقة ؟
في الحقيقة كلنا يعلم أن العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أجرى تغييراً في النظام الأساسي للمملكة يتيح للملك أن يعين له ولياً للعهد وولياً لولي العهد وذلك ضماناً لنقل السلطة من أبناء الملك المؤسس إلى أبناء الأبناء بسلاسة مع اقتراب نفوق آخر ابناء الملك المؤسس بسبب التقدم في العمر وبالتالي فقد عين له أخاه سلمان ولياً للعهد وأخاه نائف ثم مقرن ولياً لولي العهد .
بعد وفاة الملك عبدالله اعتلى سلمان عرش المملكة وسارت الأمور بسلاسة حيث أصبح أخوه مقرن ولياً للعهد تلقائياً بينما عين ابن أخيه محمد بن نائف ولياً لولي العهد، وفجاة وبطريقة دراماتيكية متسارعة تم الإطاحة بمقرن ومن ثم محمد بن نائف لصالح محمد بن سلمان نجل الملك المدلل الأصغر، فلماذا محمد بن سلمان بالذات رغم أن هنالك من يكبره من إخوته الذكور ثمانية أخوة ؟
لأنه ببساطة صديق مقرب من عراب صفقة القرن جاريد كوشنر وهذه الصداقة هي التي جعلت من الإدارة الأمريكية تلتزم الصمت أمام عملية إزاحة الأمير المقرب من الأمريكيين جداً محمد بن نائف من ولاية العهد لصالحة كتمهيد منهم لتنفيذ صفقة القرن.
بتسلم محمد بن سلمان منصب ولي العهد تم الانتهاء من عملية الاعداد لهذه الصفقة المشبوهة باستكمال كل أدواتها أعقبها بعد ذلك تسلم السعودية جزيرتي صنافير وتيران من سيسي مصر والذي بدوره أيضاً تم تهيئته مسبقاً لاعتلاء سدة الحكم في مصر لذات الغرض – صفقة القرن.
وبهذا تم تنفيذ المرحلة الأولى غير المعلنة من هذه الصفقة، وإن اجتماع أدواتها وأطرافها اليوم في المنامة إنما هو تدشينٌ عملي لتنفيذ المرحلة الثانية منها ليمضي ركب كوشنر وأعوانه إلى حيث مبتغاه، ولا عزاء طبعاً للعرب،
لا عزاء لفلسطين .
#معركة_القواصم